قلب السيف: هدية من الوقت

18 2 7
                                    

بمنظره الفخم والملكي حملني لقمة ذاك الجبل، حتى هبطنا معا امام الكهف المطل على صخرة السيف المقدس "ايغوفا".

قد انقضت الأيام السبع دون نتيجة تذكر، مشيرة بذلك باقتراب نهاية عداد عمري، لكن لسبب ما، هذا لا يخيفني البتة. ليس أن لدي أملا في عفوه عني، لكني أشعر كيف انه هو الآخر لم فقد امله بي بعد.

وبالتفكير بها، فاخذي لمكان السيف منطقي قليلا. أعني، رفضي سحبه من البداية ما جعلني بهذه الوضعية. لو فعلت الآن لن يعود له سبب لتهديدي بالقتل. نزع السيف من الصخرة قد يخلق لي صحوة صناعية، لكن هذا يعيدني للمشكل الأساسي، وهو انّي لا اريد.

استدرت نحو ريزو، وقلت بشكل صريح "انا لست رين، ولن اسحب السيف من الصخرة".

نفض ريشه قليلا، ونقر أسفل جناحه مثل طير يحاول تنظيف نفسه، ثم قال مستنكرا "سحبه؟".

اذن، ما المقصود؟ فكرت بشكل خفيف، ولم أصل لنتيجة. بالرغم من كل شيء، علمي محدود بالوضعية.

أكمل كلامه "جرب لمسه على الأقل، فلا شك ان روح السيف ستقدم لك المشورة". صمت قليلا قبل ان يتم "تبقت ساعات قليلة على غروب الشمس، وبهذا لن يتبقى لي أي خيار سوى فعلها، والا لن يكون ريزو رجل كلمته".

لمس السيف اذن؟ لا شك ان هذه ستكون بداية لحدث غير مبشر، لكن لما لا؟ بدأت اشعر بالقليل من الفضول الآن.

تقدمت نحو مدخل الكهف، حيث زادت الضغط السحري كلما اقتربت منه. ولعند المدخل، تحسست جدارا شفافا من الطاقة يبدو حائلا بينه وبين كل من يحاول الدخول.

بالنسبة لي، فلم أكن أجنبيا تماما، بل تصرف مثل الحائط اللزج والكثيف. بمحاولة دفع جسدي بالقوة، تمكنت من العبور.

استدرت للوراء حتى أتحقق من رد فعل ريزو، لكنه لا زال في هيأته كطائر، فيصعب عليّ استخراج عواطف من ذاك المنقار. الأكيد انه راقبني مثل صقر مؤشر على فريسته.

تجاهلته، وأكملت طريقي نحو صخرة السيف؛ ثم أمامه توقفت.

شعرت ان هذه اللحظة تستحق القليل من التحضير النفسي، أيضا، هذه قد تصير نقطة تحول محورية حسب كيفية تعاملي معها.

مددت يدي نحو السيف على مهل، حيث اصابتني موجة صعق كهربائية تشبه أول تلامس بيني وبين رين.

قد يكون هذا انجراف ذاكرة، لكنه قريبة بشدة من كونه انتقالا لواقع بديل.

كنت على سطح عمود رخامي عظيم قطره يبدو كما الساحة الواسعة، وحولي من كل مكان خطوط مياه تتداخل مع الأفق البعيد مشكلا منظرا واحدا.

قال ريزو شيئا عن روح السيف، فهنا تساءل متى قد تظهر في بحر الذكرى هذا. صحيح ان امامي رجلا، لكن هل هو فعلا المعني؟

تصورتني سأقابل نسخة عن التجسيد المثالي لما هو الـPaladin، لكني أرى رجلا عربيدا في مظهره. تكتلات سوداء تحت عينه، شعر أسود اشعر، وجه مصفر البشر من فقر الدم، سروال مثني لحد يظهر فيه شعر ساقه، أضافره وسخة ومقصوصة بشكل مستعجل، صندل ممزق. ما مشكلة هذا الرجل؟ أعني، تمنيت الا أقابل كثيرا ممن هم أجمل مني، لكن هذا سخيف.

"انت روح السيف؟"، سألت الرجل.

اجابني ببطء وعلى مهل بنبرة نعسة ثقيلة "بلى، معك ايغوفا".

انتظرته قليلا حتى يكمل، لكنه توقف عند ذلك النقطة. أظنه من النوع الغير المهتم بمحاولة جر محادثة.

سألته "ألن تساعدني؟".

تثاءب قليلا، ثم قال "ما يسعني فعله ليس ما تتمناه". والمقصود هو ايقاظ قدرتي بطريقة اصطناعية، فيمكنني التعاطف مع احترامه لي على الأقل.

قال من جديد "يا صبي، كم تطلبك من الوقت مجيئك هنا؟".

هذا سؤال مبهم، لكن من شكله، واضح ان هذه بداية حكمة ما، لذا أجبته ببساطة "10 دقائق".

قمة الجبل تبعد عن الكوخ 10 كيلومتر، ريزو قطعها تحليقا في 10 دقائق، ما يعادل 60 كيلومتر في الساعة. ليس وأن ريزو بطيء، لكنه راعى الآدمي الضعيف الذي على ظهره.

قال ايغوفا "حاول استذكار طريقك لهنا تخيلا".

طلب غريب، لكني فعلت. وبعد ما أنجزت، قال من جديد "رأيت؟ تمكنت من اختزال 10 دقائق طيران في أقل من 10 ثواني من التفكير".

سألته "وما الذي يعنيه هذا؟".

أجاب "الحركة العقلية أسرع من الجسدية، ونحن الآن في عالم من فكري. لن أساعدك، لكن جل ما يمكنني توفيره لك هو الوقت. خذ راحتك بالتأمل هنا كيف ما تريد، فالزمن داخل وخارج السيف ليسا متوازيين".

لم يترك لي حيزا أكبر للمناقشة قبل ان يختفي عدميا كيف ما ظهر.

لكم هو شخص كسول، لكني حصلت على هدية غير متوقعة، وهي الوقت. والآن ماذا؟

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now