عناد الأخوين: الخنجر المسمى

12 2 5
                                    


في مكان مختلف، تحديدا بمبنى نقابة النسر، لحظات بعد مغادرة كيوس. عاد العربيد الكهربائي لكرسيه، لأجل استئناف احتسائه الشراب، حتى لاحظ كيف أن كيوس نسي خنجره مغروزا بالقدح الخشبي.

الرجل مستاء، ويشعر بالفضول بكم قد يعود عليه ذاك الخنجر من مال.

حاول سحبه من القدح، لكن الخنجر أطلق صعقة، اصابته في يده، فلم يقدر على لمسه.

انبهر العربيد وخاف "ما قصة هذا الشيء؟ هل هو مسحور؟".

لم يبد أصدقاؤه أي رد فعل خاص، غير ان أحدهم أشار بإبهامه للوراء "لما لا تسأل Fonty. خريج جامعة سحر ملكية يفترض به ان يفهم في هذه الاشياء".

عينان ذهبيتان، شعر بنفسي خفيف، عباءة سحر فضفاضة سوداء، من تحتها ثوب أبيض، بيده صولجان خشبي، ويرتدي قبعة واسعة تشبه الخاصة بالمشعوذات، تغطي بظل مقدمة وجهه.

بما ان العربيد لم يقدر على لمس الخنجر، طلب من صديقه حمله نحوه.

بابتسامة تفحص فونتي الخنجر، وقال "سلاح مبصوم؟".

سأل العربيد "وما يعنيه هذا؟".

أكمل فونتي كلامه متجاهلا السؤال "Afel، باللغة القديمة تعني 'الحقيقة' و 'انت'، أي الحقيقة المنعكسة من خلالك. قد تعني كذلك الـAlter Ego، التوازن، او القوة المتولدة من دمج عنصرين متضادين. هذا سلاح يحمل الكثير من قوة المعنى في اسمه".

العربيد تحمس، فسأل "كم نحاسية سيجلب لي هذا الشيء؟".

سأله فونتي منكرا عليه "نحاسية؟ في أسوأ الأحوال لن تبيعه بأقل من ذهبية كاملة".

العربيد خاف وتحمس، لدرجة ان حاول انتزاع الخنجر من يد فونتي، لكن تأثير الصعق أصابه مرة أخرى.

"لما يستمر هذا بالحصول لي؟"، سأل العربيد المتفحم.

أجاب فونتي "في العادة السلاح يحمل إرادة صاحبه. يبدو واضحا ان الخنجر سيكرهك بعد ما فعلت بمالكه".

فامتدت يد من حيث لم يرها أحد، حتى قبضت على الخنجر، رفعته، ثم بدأت بتفحصه عن قرب. تلك اليد، التي كانت عائدة لـ اكنو.

قال العربيد "حسبك، لا تقل ان الطمع غلبك. ذاك الخنجر من نصيبي. انا ابحث عن تعويض لظهري الذي كسره ذلك الطفل".

مد اكنو يده الى جيبه، ثم رمى له عملة ذهبية على الأرض ضغطا بالإبهام "عالج ظهرك بهذه اذن".

عمود من الحمم المنتصبة، هذا هو الشعور الذي تبثه هالة اكنو الغير مقيدة. طبعا العربيد خاف، لكنه بالمثل حصل على ذهبية مجانية، فلم يعد له سبب للبقاء أطول والمناقشة.

استدار فونتي نحو اكنو، وقال كما لو انهما يعرفان بعضا منذ سنوات "دعني، احزر، ستحاول ارجاع الخنجر للطفل؟".

أومأ اكنو برأسه للموافقة، فسأل فونتي "وتظن انها بالفعل استحق ان تصرف عملة ذهبية كاملة لأجله؟".

يبدو على اكنو السأم من فرط التشكيك بقرارته الخاصة، لذا لم يود الجدال حتى.

قال فونتي "لو ان مغامرا من الرتبة S متفرغ بما يكفي لأجل ارجاع غرض ضائع، لوددت منه ان يستغل ذاك الوقت لأجل قراءة صفحتين من كتاب ما على الأقل... يا ابن العضلة".

اكنو لم يتجاوب مع هذا أيضا.

مد فونتي كم يده الواسع نحو اكنو يطلب منه الخنجر، قائلا "هو مبصوم باسم الصبي فبوسعي ايجاده لأجلك".

هنا اكنو من ود السؤال "وما مصلحتك انت من هذا أيها المشعوذ الفاسد؟".

رسم فونتي على وجهه ابتسامة متعجرفة ومشبوهة، ثم قال "وماذا غير ذلك؟ أريد التعرف أكثر على الصبي الذي وسعه تسمية هذا الشيء. لقد كذبت حينما قلت ان ثمن الخنجر ذهبية واحدة فقط".

بعد بضع ساعات، انتهى الامر بالاثنين جالسين جانب نفورة البطل، متعرق فونتي من فرط الطوفان بطرق عشوائية.

مسح اكنو العرق عن جبينه، وقال "يبدو ان المشعوذ الفاسد خسر مهارته بالفعل. ساحر البلاط، ان يُتعبه طفل بهذا الشكل. كم انت مهزلة".

امتعض فونتي منه، ورمقه بحاجب معقود "إياك والجرأة على افتراء هذا علي. لا يمكن تركيب أكثر من 3 اسحار جرس على نفس الشخص، ما يعني انه مُتعقب بالفعل من طرف شيء ما".

رد اكنو "نعم، استمر بخلق أعذار لنفسك. لهذا السحرة عديمو الجدوى في مواجهة ما لم يدرسوه بالأكاديمية".

قال فونتي غاضبا "ولما لا اراك تساعد بأي شكل؟".

رد اكنو "يبدو واضحا من سلوك الطفل ذاك انه اجنبيّ، ما يعني انه دخل بتأشيرة، التي تعمل بنفسها كسحر جرس للتعقب. لا زلنا قادرين على الاستعلام عنه جانب البوابة".

فونتي لم يقدر على انكار هذا الاستنتاج المنطقي، لكنه كذلك لم يرد الانسحاب من المعركة خاسرا، فقال "وماذا عن الجرسين الآخرين اذن؟".

هز اكنو كتفيه، وقال "وما ادراني انا؟ انا فقط متأكد ان 3 رقم كبير. إنس امر الخنجر. من الواضح ان تلك الصبي وراءه شيء ما".

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now