معمعة ريسا: الانحطاط والفوقية

11 2 3
                                    


في الليل، على محيط المدينة، بمكان تبرز به الأسوار، لكنها تبقى بعيدا بما يكفي حتى يشق الوصول لها.

بين الأشجار، يتسرب نور بسيط من نار مخيم، حولها رجلان ومرأة مع حمولتهم التجارية البسيطة.

كما يبدو الجو مشحونا مسبقا، اذ لا أحد ينطق بكلمة، بقدر ما اكتفى الكل بمراقبة النار.

من لا مكان، اقتربت منهم سيدة، لها قوام امرأة حامل، انت تعرفها مسبقا.

الوضع مشبوه، خاصة بزائر بمثل هذا الوقت من الليل، لكنها بالمثل مرتبة الهندام، حسنة المظهر، كذلك لها شكل يوحي بالأمومة.

سألت ريسا بنبرة مهذبة "ويحي، أنتم مجموعة تجار؟".

أول ما تبادر لفكر أحدهم هو في كونها مسافرة في حاجة، لعلها تأمل منهم مشاركتها من المؤونة، ولم تكن له رفاهية التعامل مع المتسولين.

كان في نيته طردها بلهجة عنيفة، لكن قبل ان يرد عليها حتى، فقد ودّع رأسه.

وبينما هو في منظور افقي مائل، وقبل ان يغيب وعيه عن العالم، رأى زوجته تواجه مصيرا مقاربا بكسر عنقها.

ريسا عمدت لذبح الرجل الثالث، لكنها لمحت بسرعة ابتسامة علت وجهه، قبل ان يقع خائفا.

هذا اثار فضولها بدرجة ما، لذا امتنعت عن أذيته، فجلست على الجدع، حيث توسدت بطن الرجل الدائفة، التي لا زالت عليه.

وضعت قدما على قدم، وأجلست يديها معا على شكل قبة فوق ركبتها، وسألته "رغم كونك على الحافة، الا انّك سعدت أولا بموتهما قبل ان تقلق على حياتك، فما قصتك أيها الرجل المتين؟".

الرجل يرتجف من وحشية ما رأى، فلم تكن له رفاهية الرد بمنطق.

رفعت ريسا اصبعها السباب، وقالت "ما رأيك بلعبة لتلطيف الجو بيننا؟".

من خلال ذاك الاصبع تكدست كومة من السخام الأسود على شكل هالة شديدة الثقل، صوبتها نحو الرجل، وقالت "انا امنع عنك الحركة، حتى اقرر عكس ذلك. لو تفاديتها قبل الإشارة، سأقتلك".

هذا لم يساعد البتة على تهدئة الرجل، بقدر ما عكس ان ريسا لا زالت متضايقة بشدة مما حصل لها مع رين، لحد تفريغ احباطها على شخص لن يقدر على تفادي الهجمة حتى لو حاول.

أخمدت ريسا كرة السخام، واقتربت من الرجل على مهل، حتى جلست على نفس مستواه، حيث عيناها تلمعان داخل جوفه.

استسلم الرجل للواقع، وقال "تلك الامرأة هناك كان يفترض بها ان تكون زوجتي، لولا انها فضلت الرجل الآخر عليّ. لقد تعبت من نفاق هذين الاحمقين، لذا سعدت أخيرا بموتهما".

ضحكت ريسا ضحكة عالية من المرح والمتعة، وقالت "لا أدري ما حجم الضغينة التي حملتها اتجاههما، لكن ان تسعد بموتهما قبل الإحساس بالخطر على نفسك، هذا غريب".

Beyond the Blank PageHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin