كانت صبيحة يوم عادي، أي ما يمثل حوالي اليوم الـ21 من عمر كيوس.
ولا زال في ورطته حول كيفية دخوله المدينة، هذا ما لم يتعافى منه كليا بعد.
مجرد مراهق في حدود العشرينات من العمر كان في طريقه لدخولها، حتى تم قطع طريقه من طرف شخص نعرفه، ونستغرب من ان هذا ليس مكانه.
"هل لّي من وقتك دقيقة؟"، سأل كيوس بكل أدب وكياسة، لكن الشاب قابله بالتجاهل، وأكمل طريقه.
هذا أحرج كيوس، لكنه لم يستلم بعد.
"أنا اكلمك، اريد منك مساعدتي لأجل دخول المدينة". والشاب لا زال في طور التجاهل، فمر جانبه.
صاح كيوس بصوت اعلى "انا لست شخصا مشبوها. لقد ولدت وترعرعت في جبل قريب، وابحث عن مكان اشتري منه دواء لأمي المريضة، لكن لا يمكنني دخول المدينة".
بالنسبة للشاب، لربما تلك واحدة من قصص المتسولين المعتادة، وهو ليس مخطئا تماما في ذلك. وبسبب هذا، ظل على تجاهله. اما على مستوى ثاني، فـ كيوس لم يتقبل النكتة بصدر رحب.
بلمح البصر، قفز على متن العربة، ووضع الخنجر امام عنق الشاب حتى اقترب من اخذ القليل من جلده، ثم همس في اذنه بنبرة هادئة، لكنها تحمل غضبا متقدا مع نفاذ صبر "لك الحق في رفض طلبي، وانا مستعد لقبول هذا. اما عن تجاهلي، فما تظنني انت؟ انا لست مجرد كلب نبّاح تُخسره برشق بحجر. أعطني من وقت دقيقة فقط، ويمكنك المغادرة بعدها. لقد تعبت منك ومن الكل. أحاول لعبها بنزاهة، فتصعبونها عليّ. لما الكل ملح على استخراج أسوأ ما فيّ؟".
الشاب لم تكن له فكرة بالكاد عما يجري هنا او الصراع الداخلي الذي يمر به كيوس، فجل ما استطاع قوله لحماية نفسه هو "المال، أليس كذلك؟ المال هو ما تريد؟ رجاء ابعد هذا السكين عني".
فلمعت الفكرة في دهن كيوس، لكن بصوت لسان الشياطين من جديد "المال مهم لكل سفارية، فاقبل عرض هذا الجبان".
قال كيوس "لكن هذا خطأ". نعم، توقف هنا، بما ان ليس لديه ما هو أقوى من هذا حتى يحتج به.
اجابت كولومبي "خطأ كيف؟ انظر له. هو تاجر، بوسعه تعويض الخسارة في أي وقت، على عكسك انت من ليس لك مدخول. حينما تصرفت معه بأدب لم يهتم لك بالكاد، لكن بعدما لجأت لتخويفه انظر كيف هو منصاع. انت أفقر وأحقر منه، فأنت أحوج وأحق بذلك المال".
كيوس لم يقدر على المقاومة، لكنه كذلك أشفق على الشاب. لأجل هذا، اخذ فقط خمس عملات فضية، تاركا له الباقي.
حصل كيوس على مال مجاني، لكن هذا ترك مذاقا مرا في فمه، لسبب هو نفسه يجهله. أطال النظر في تلك العملات فقط، يفكر في عدم احتياجه لها اساسا.
قالت كولومبي "وبهذه يمكنك دخول المدينة الآن".
سأل كيوس "كيف؟ انا ليست معي تأشيرة".
YOU ARE READING
Beyond the Blank Page
Adventureفي عالم تتشكل فيه الهوية من خلال الذكريات والتجارب، يجد الفرد نفسه غارقًا في بحر من عدم اليقين. يُعرف هذا الشخص الغامض باسم كايوس فقط، ويستيقظ بذاكرة حية واحدة وسط مساحة شاسعة من المرج الأخضر. مع عدم تذكر ماضيهم، يبدأ كيوس (Caius) في رحلة لاكتشاف ال...
