المشعوذة الأناني: عداوة شبيه الاخ

18 2 9
                                    


مثل الأسد في قطيعه محاطا بالنساء، ظل فونتي جالسا فوق كومة من الصخور، محاطا بكل من تم انقاذهم من سكان المدينة يترقبون. بدلا عن كونه اسدا، فهو أقرب لكونه مشرفا على حضانة. "لما ينتهي بي الأمر بالتعامل مع هذا الهراء؟"، فكر فونتي ممتعضا.

هو حاليا أمام بشر معدومي السحر، فما حظهم بالعيش خارج السور دون حماية؟ والآن، مثل ما حصل قبلا، هم متشبثون به، فهو الوحيد القادر على الدفاع عنهم ضد الوحوش والتهديدات السحرية.

المختلف ان فونتي ليس مستعجلا على إنقاذ رأس أحمر مشتعل، لذا بقي في المكان ينتظر وصول وفد ما من العاصمة، الذي سيكون اذنا له بالمغادرة. أيضا، هو يحاول البقاء كرقيب لأجل التحقق من عدم حصول شيء لأولئك المدنيين مع بعضهم البعض.

ولم يمض وقت طويل حتى تردد صدى حوافر الرعد الإيقاعي في الهواء، معلنًا اقتراب كتيبة هائلة من سلاح الفرسان. بعد ظهورهم من الأفق القريب، رسم حضورهم المهيب مشهدًا من العظمة المذهلة أثناء ركضهم نحو المتفرجين. حينها تنهد فونتي وتنفس الصعداء. "أخيرا، انهم خنازير الدم".

يشتهر الفارس المقدس (خنزير الدم) بشجاعته وبسالته وولاءه الثابت لسيده ومهمته، ويظهر كرمز للفروسية والصلاح. تم تصويره على أنه الوصي النبيل، وهو يدافع ببسالة عن العدالة، ويدافع عن الضعفاء، ويدعم مبادئ الشرف والشجاعة والفضيلة. سواء كان صليبيًا متدينًا أو محاربًا مقدسًا ملتزمًا بالعهود المقدسة، فإن التزامه الثابت بقضية أسمى يظل ثابتًا. يسترشد ببوصلة أخلاقية صارمة ويتمتع بقوى سحرية غامضة، ويواجه بحماس الحقد، ويحمي الأبرياء من متناول الأذى. يرتدي ثيابًا بيضاء نقية، ومزينة بلمسات قرمزية ترمز إلى دماء التضحية، ويقف كمنارة للضوء وسط الظلام الزاحف، وتجسيدًا للنقاء والشجاعة في المعركة الأبدية ضد الفساد.

أو ببساطة، "خنزير دم". وتلك مجرد تسمية محلية مولودة من كونهم مجرد لصوص ضرائب. هم شخصيات مكروهة على كل حال، لكن وجودهم أفضل من عدمهم. فقط، حاول ألا يزلّ لسانك بهذا الاسم في حضوره، وطبّل له مثل ما فعلت انا قبل برهة. على الأقل سيكون لسانك الشيء الوحيد الذي لن تخسره.

فونتي احسّ بوخزة قوية تخللت ظهره بالكامل، فتبسم من البهجة الخام، مثل لو أن روحا عادت للحياة بلا سابق انذار. فحوّل بصره لقائد الكتيبة وهو يفكر "اكنو؟؟؟".

سريعا ما تمالك نفسه، بعد ان نظر ليده اليمنى ليتذكر ان ما عاد له وجود، ثم فكر. استغرب لما قائد الكتيبة تُبث منه هالة قريبة من أخيه الميت.

توقفت الخيول على بعد مسافة عادلة من الناجين، وأشهروا سيوفهم كمحاولة لطلب عدم الاقتراب. فتقدم قائد الكتيبة بشعره الأحمر الناري المتقد وأعينه القرمزية ينادي "الـ سير Shever من خنازير الدم، أتينا لتوفير الدعم".

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now