معمعة ريسا: دخول المدينة

17 3 6
                                    


وهي على متن العربة، التي يقودها الرجل، راقبت المرج الواسع حيث يلتقي بالسماء، فأحست كما لو انها تملك العالم.

لربما هي تسقط حلمها التملكي على جنينها الذي لم يولد بعد، لكنها في ترقب عظيم لمجيء ذاك اليوم، حيث سيحكم كل ما تفع عليه عينه.

"اذن، ما شأنك في مدينة البشر؟"، سأل الرجل مقاطعا حلم يقظتها.

تنهدت ريسا، بعد ما تذكرت ما حصل مع رين، وأجابته ممتعضة "ابحث عن شخص ما".

قرر الرجل التزام الصمت، بتصور منه ان غيظ ريسا كان منعكسا عليه هو.

ثم عدلت ريسا جلستها بعد ما لاحظت شيئا ما ليس في محله، فسألت الرجل "ترى ذاك الطفل هناك؟".

هي كيان خارق، فقوة بصرها فوق العادي، لذا لمحت كيوس أبكر مما يمكن للرجل ان يفعل بكثير، لهذا أجاب الرجل بالنفي.

قال مستسهلا دون ان يراه حتى "المغامرة هي المهنة المفضلة لمعظم الأطفال، لذا ليس شاذا تماما رؤية واحد يهرول بعيدا عن مستعمرته. البعض يمتلك مهارة حقيقية، والآخر يموت بالطريق".

ما فكرت به ريسا كيف ان كيوس نزل من الطريق المباشر الذي يقود لجبل ريزو، حيث ما من شيء هناك. ما من سبب منطقي سيؤدي بشخص ما بالمجيء من ذاك المكان، فارتابت.

بنفس المنطق، شكل كيوس لم يكن يوحي بالقوة، ولا سيف معه. أفكار ريسا المسبقة منعتها من رؤية الحقيقة في شخصه بما انه فعلا المعني ببحثها.

ريسا استغربت من إطالة كيوس النظر لهما، فشكت لوهلة ان تنكرها انكشف، رغم ان هذا مستحيل نظريا.

فضولها الشخصي، جعلها تدعو كيوس للمجيء والركوب معهما.

لوحت ريسا لـ كيوس حتى يقترب منها، كما لو انها تدعوه للعربة، بما انها احست ان الشعور الغالب على كيوس تلك النقطة هو الحيرة والجهل بطريقة التصرف الصحيحة في كذا موقف. هكذا اعطته سببا حتى يأمنها.

وفعلا، اقترب كيوس بحذر مثل حيوان بري، يعاني صعوبة في كسب ثقة الانسان الذي امامه.

ريسا ليست متعودة على بشر من هذه الشاكلة، ما جعل كيوس موضوعا مثيرا للاهتمام لها.

لاحظت ريسا كيف ان كيوس يتململ مكانه، يعاني صعوبة في فتح موضوع، لذا تطوعت حتى تكون اول من يسأل "كيف يمكنني خدمتك بنيّ؟".

صمت كيوس بضع ثواني، قبل ان يكون اول ما ينطق به جملة خارجة عن المألوف، حتى لشخص شاذ مثل ريسا "هل البنفسجي لونك المفضل؟".

تشنج تفكير ريسا بضع ثواني، بينما الرجل بالمقدمة يحاول كتم ضحكه بصعوبة.

هذا غريب ومفاجئ. فوق ذلك، وحسب معرفتها، فبضع من اللعنات تفعل عن طريق الإجابة عن سؤال محدد، ففكرت ان كيوس يحاول ادعاء الجهل وقلة الحيلة لأجل الإيقاع بها. من يدري، لعل هذا ابن عم لـ ريسا متنكر نزل لأجل قضاء مصلحة ما.

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now