Beyond the Blank Page

المشعوذ الأناني: اشتباك مع عديم السحر

وسط المستويات المتقاطعة لصرحين من الطوب، كل منهما مزين بسلسلة من المشاعل التي تلقي وهجًا زمرديًا أثيريًا، يتردد صداها مع إيقاع وقع أقدام معدنية، انكشفت مشهد. خلف النوافذ المطلة على بهو القصر، كان هناك منظر مهجور، مغطى بالضباب السام والأرض العقيمة التي تطرد حتى أكثر النباتات خبثًا.

كان هانزي، مرتديًا عباءة ذات لون أسود داكن، ومزينة بخيوط من الفضة الكئيبة، يسير بخطى هادفة. على طول طريقه، وسط حدود القصر الخضراء، رأى عذراء تنضح بهالة من السحر، وشعرها قرمزي غني، وقرنين يزينان جبينها مثل إكليل ملكي. جلست بجانب نافورة جافة، وقامت بدراسة أحد المجلدات بعناية فائقة.

على الرغم من إدراكه جيدًا للخطر الكامن في القرب منها، اقترب هانزي رغم ذلك. تقدمه، على الرغم من أنه كان مشوبًا بلمحة من المغازلة، إلا أنه كان يحمل هالة لا تنضب تشبه الجبال نفسها. ومع ذلك، كانت ريسا هي أول من كسر حاجز الصمت، وكان صوتها نداءً واضحًا عندما أغلقت كتابها ونظرت إليه بابتسامة خادعة.

مع عدم وجود أي شيء تحت تصرفه سوى التفاهات، غامر هانزي قائلاً "هل هذا هو ملاذك المفضل؟"

رداً على ذلك، سحبت ريسا يدها من كمها الضخم، ومسحتها على سطح النافورة، دعوة منها للانضمام. بفارغ الصبر، أذعن هانزي، ووضع نفسه في مكان قريب، مراعيًا عدم التطفل على مساحتها الشخصية.

"ما الذي يلفت انتباهك في تلك الصفحات؟" استفسر.

وردت ريسا قائلة "الاستفسارات السطحية تفشل في اختراق الحجاب". رقصت أصابعها من خلال شعر هانزي، وكشفت عن تاجه الخالي من القرون. قالت: "شيطان بلا قرون".

"من الوقاحة الإشارة الى النذب على وجه شخص ما" قاطع هانزي، ودفع يدها بلطف بعيدًا.

وأوضحت ريسا أن "النقطة الأساسية لا تكمن في النذب نفسه، بل في السرد الذي يخفيه. واعتمادًا على الظروف، قد يصبح النذب وسام شرف". "ربما يمكنك مشاركة قصة نذبك معي؟".

"أراك تمتلكين موهبة غريبة في كسر الحواجز"، تعجب هانزي.

"على الرغم من أنني أستطيع إمتاعك بحكايات عن مساعيّ الأدبية أو أماكني المفضلة داخل هذه الجدران، إلا أن الكشف عن الأسرار هو الذي يمنح عمقا للعلاقات، ألا توافقني على ذلك؟" ردت ريسا.

على الرغم من أن الحكاية التي كان يرويها لم تكن ممتعة، إلا أن هانزي لم يبذل أي جهد لحمايتها من نظراتها المتفحصة.

في عالم كان فيه ظهور القرون يدل على كل من البراعة السحرية والمكانة المجتمعية، فإن افتقاره إليها جعله منبوذًا منذ ولادته، وعرضة لاضطهاد لا هوادة فيه.

لقد تُرك هانزي جانبًا من قبل أقاربه بسبب العار، ووجد العزاء والهدف في حضن الملك الأسود. كان هو الذي منحه سيفًا من أعماق الهاوية، وكشف النقاب عن آفاق القوة والهبة التي كانت في السابق خارج نطاق معرفته. ومن خلال عزمه الذي لا يتزعزع، ارتقى هانزي في الرتب، وحفر مكانه بين نخبة المملكة.