غزو الغيلان: انت فعلا شقيق ابني؟

18 3 10
                                    


وقد غربت الشمس بالفعل على مدينة الأشباح، حيث ان النور الوحيد المتبقي كان من سور حديقة النبيل.

بالرغم من كل شيء، فقد تمكن المغامرون والحرس في تأخير زحف الغيلان، ما ضمن سلامة مؤقتة للمدنيين، لكن لمتى؟

بقي كيوس جالسا يفكر، وهو يتأمل الأنوار الخافتة لمشاعل الحرس. ثم سأل "كولومبي، هل وجدت نفسك قبلا في وضعية تمنيت فيها تقديم يد المساعدة لكن لم تقدر".

أجابت كولومبي كما لو تم سؤالها عن شيء بديهي "بلى".

سأل كيوس من جديد "وكيف تعاملت معها؟".

أجابت كولومبي "التخلي واحتضان الضعف من بين أشكال النضج".

"ما يعني انّك أكثر جبنا على أن تتصرفي وفق رغباتك الخاصة".

"وأنت أكثر ضعفا على أن تتصرف وفق رغباتك الخاصة. وصدقني، انا لست النادم هنا على عجزي عن تقديم يد المساعدة. تحسست الفرق بيني وبينك".

بالخارج، وراء السور...

تطايرت الرؤوس من جديد، وعلا صوت التشريح والتمزيق. ظل احمر تقدم تجاه القصر، تحيط به شفرات قرمزية، تشطر كل غول يحاول الاقتراب منها.

ارتسمت البهجة على وجوه الحرس، تصورا منهم قدوم حليف، لكن العكس هو الصحيح. الغيلان مجرد بشر هائجين، فهم حتى لن يميزوا الذي خلقوا من دمه، أو يترددوا في مهاجمته.

تمشي بفخر، مسندة عمودين أسودين على كتفها، مثل زوج من الأعلام والرايات. كلما اقتربت من السور، سُلط نور المشاعل عليهما. حينها أدرك الحرس كم كانت الغيلان رحمة بهم.

حينما تقترب من النور في نهاية النفق، حتى يُسحق بباطن قبضة غير رحيمة. هذا ما يسمى باليأس.

صاح كبير الحرس في البقية "اكنو و فونتي سقطا!!! ليلقي الكل أسلحتهم. لقد خسرنا".

ابتسمت ريسا وقالت "جميل التعامل مع شخص متفهم، لن يكلف فتاة نبيلة عناء إسقاط جدار بنفسها".

انفتحت أبواب السور، حتى خرج منها رجل واحد أعزل. لا يبدو عليه الاستعداد للقتال، بل تقبل كامل لنهاية كل من خلفه. ليس كبيرا او يافعا تماما، بل بينهما، غير ان الهم والمسؤولية شيباه. وأخيرا قرر النبيل المحلي اظهار نفسه.

اقترب من ريسا بخطوات ثابتة، غير مبالي بأي شيء آخر. ليست شجاعة، بل استسلاما للموت. هذا ما لم تمانعه ريسا تماما.

كان واضعا يديه خلف ظهره في وقف مستقيمة، ما يثبت كونه اعزلا. وليس كما لو انه حماية جسده بهما ستخلق أي فرق. لهذا لم يجلب معه أي حرس أيضا.

"الجنرال ريسا لو لم تخني الذاكرة؟"، قال النبيل.

وضعت ريسا يدها على فمها في تعجب بسيط، وقالت "ويحي، لا تبدو كبيرا بما يكفي حتى تتعرف عليّ".

Beyond the Blank PageWhere stories live. Discover now