الفصل الثالث : عصيان لأول مرة !

1.7K 77 9
                                    

إنعقد لسان رأفت وهو يطالع إبنه بذهول لم يتوقع أن يكون عمار متذكرا تلك التفصيلة الصغيرة التي مر عليها أكثر من سنين طويلة ، في ذلك اليوم امام بوابة المدرسة امسكه عمار باكيا يقبل يده و يترجاه لكي يعيده لجدته لم يستطع هو إبعاده وفي نفس الوقت كان قلبه يتألم بشدة فبدون شعور منه رفع يده عاليا و صفعه بقسوة صارخا :
- انت هتقعد هنا و اياك اسمع انك عملت مشاكل يا ويلك مني.

افاقه من شروده صوت عمار المتهكم :
- متفاجئ من اني لسه فاكر كل حاجة صح ؟ يا راجل لو تعرف انا فاكر ايه كمان هتتكسف تبص في وشي اطلع من مكتبي الله يكرمك سيبني اشوف شغلي.

ضغط رأفت على أسنانه بخزي وود لو يحضنه و يعتذر منه لكن نظرات إبنه في تلك اللحظة كانت متألمة لدرجة لم يتحمل فيها حتى التطلع لوجهه ، استدار و انحنى بكتفين متهدلين تاركا عمار يهز قدميه بعصبية مريبة و يضغط على شعره حتى كاد يقتلعه.... أدرك أن حالته المرضية عاودته ففتح درج مكتبه يبحث بيده عن شيء ما دون تركيز حتى وجد ضالته أخرج علبة الدواء و تجرع منها قرصين و أخفاها مجددا ليهدأ بعد دقائق و تنتظم أنفاسه.

أطلق عمار سبابا لاذعا ثم أمسك هاتفه و بعث لها رسالة " جهزي نفسك انا جايلك الليلة ديه ".

________________________

بعد مرور شهر ونصف.

جلست على الأرجوحة الموجودة داخل الشرفة الملحقة بغرفتها و أسندت ظهرها للخلف بالكامل و أخذت تهز نفسها ببطئ ، رفعت رأسها الى الأعلى ترمي بصرها الى الفراغ و عيناها متحجرتان ، قلبها محطم و روحها متعبة ...

تتذكر ذلك اليوم عندما بعث لها رسالة مفادها أنه سيأتي هذه الليلة ، جملة مكونة من بضع كلمات جعلتها تطير من السعادة معتقدة أن سماعه لصوتها على الهاتف وهي تخبره بإشتياقها له قد أثر به و حرك مشاعره ولو قليلا لذلك قرر المجيء إليها ، هرهت الى المطبخ تعد ما لذ و طاب ثم أخذت حماما طويلا و ارتدت فستانا قصيرا باللون النبيتي كان قد أرسله لها سابقا مع بقية الأزياء وقفت أمام المرآة تهندم شعرها و مكياجها و ارتدت الخلخال و جلست تنتظره بشوق ....

لكن عندما جاء صدمها ، كانت عيناه حمراوتان بشدة و شعره أشعث ملامحه مظلمة لا تبشر بالخير و يصك على أسنانه بغضب لم تدرِ سببه ، وقبل ان تسأله بفزع عن حالته أمسك ذراعها دون حرف و سحبها الى غرفتها ليلقيها على الفراش و يبدأ بفتح أزرار قميصه ببرود ظاهري.

ازدردت مريم ريقها بخوف من شكله و عادت الى الوراء متلعثمة :
- ع .... عمار في ايه ... انت متعصب كده ليه ايه اللي حصل.

- اسكتي !
همس بها في حدة و نزع قميصه ليبقى عاري الصدر ، انحنى عليها يجذبها من مؤخرة عنقها يقبلها بعنف و يده تزيح حمالة فستانها ، لمساته الشرسة هذه أربكتها و جعلتها تحاول دفعه وهي تبكي متذكرة التحرش الذي كانت تتعرض له سابقا فهمست بتقطع بجانب أذنه :
- عمار متعملش كده انت بتخوفني.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now