الفصل التاسع : الخطر

1.5K 73 0
                                    


" ماذا نفعل و المسافة بيننا كعمق المحيط ؟
أنت لا تستطيعين الطفو إلى ..
و أنا اِن غصت إليك سنغرق معا ! "

أغلقت الكتاب الذي كانت تطالع أوراقه دون تركيز ثم وضعته جانبا تتذكر المكالمة التي تلقتها من إبن عمها منذ ساعات ......
Flash back
( ظلت ثوان جامدة مكانها تحاول إستيعاب أنها تسمع صوت الرجل الذي تبغضه و تخافه بشدة حتى وصلتها ضحكاته الساخرة :
- ايوة عثمان ايه لحقتي تنسي صوتي بالسرعة ديه ؟ الظاهر عمار البحيري عامل شغل عالي معاكي.

حاولت مريم السيطرة على إرتجاف يدها و همهمت :
- انت عايز ايه و بتكلمني بدل مرات عمي ليه ؟

ضحك عثمان بإستهزاء عليها :
- ههه مالك متعصبة كده ليه و بعدين انتي زمان كنتي بتتمني نظرة واحدة مني و بتطيري من الفرحة لما اكلمك اشمعنا اتغيرتي دلوقتي.

ضغطت على شفتها بغضب و صاحت :
- بطل قلة أدبك ديه و متتجاوزش حدودك معايا انت دلوقتي راجل متجوز وانا كمان اتجوزت و نسيتك بعد ما عرفت نواياك الحقيقية و استغلالك ليا .... انا هقفل و اوعى تفكر تتصل بيا تاني و الا هخلي جوزي يتصرف معاك فاهم.

كادت تغلق لكنه أسرع يتحدث :
- استني يا مريم متقفليش انا كنت بهزر معاكي بس ، اتصلت عشان اقولك ان أبويا اللي هو عمك تعبان جدا و طالب يشوفك و أمي اللي طلبت مني اتصل بيكي من تلفونها.

لم تصدق كلامه فأعطى الهاتف الى عمها ليحدثها و تبين من صوته أنه مريض و يطلب رؤيتها لأنه إشتاق لها فترددت بالموافقة و قالت أنها ستطلب الإذن من زوجها أولا .... )
Back

تنهدت بصبر نافذ وهي تدلك رأسها بيديها جاهلة لما يجب عليها فعله الآن ، منذ زواجها زارت منزل عمها مرتين أو ثلاث مرات وكان ذلك في السنة الأولى فقط و بعدها لم تعد تذهب لأن عثمان يستغل كل فرصة لمضايقتها ...
لكن الآن عمها الذي رباها مريض و يريد حضورها كيف تستطيع الرفض وهي تكن له مشاعر صادقة رغم قسوته عليها بعض الأحيان إلا أنه هو الوحيد الذي رعاها و سمح لها بالدراسة في المدينة قبل أن يعيدها الى القرية بعد إقناع عثمان له برفض عملها في القاهرة.

من جهة تريد الذهاب إليه راكضة و من جهة أخرى تخاف الإختلاء بإبن عمها و أيضا لا تعلم إن كان عمار سيوافق على إبتعادها عن المنزل كل هذه المسافة أم سيعترض ...

________________________

فتح علبة سجائره يخرج واحدة أخرى ليدخنها وهو يستند باليد الأخرى على طرف الشرفة يتذكر ما حدث مع اليوم في المول ، رؤيته لها صدفة في الشارع وترته و جعلت أفكاره تتشتت كيف نسي أن مريم ذاهبة للتسوق مع صديقتها و الأدهى أنه أخذ ندى و زوجة والده الى نفس المول ، ترى هل رأته عندما كان مع إبنة عمه تتعلق بذراعه و تمازحه ؟
بالتأكيد فعلت و إلا لم تكن رفيقتها لتنظر له بغضب و قرف ، لكن من حسن الحظ حقا أن ندى كانت لا تزال في الداخل و إلا رأت الخاتم الذي أعجبت به سابقا في يد مريم و لاحظت إرتباكها و خوفها حينها عقلها لن يهدأ حتى تربط الخيوط ببعضها.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now