الفصل الثامن عشر : تقارب بدافع الهلوسة.

1.5K 75 13
                                    


" بئست ما إن يئستُ ... أهلكتني الخيانة ...
أهلَكْتني و أنت تنتظر عجزي .... ك سُمٍّ داخل خاتم سلطانة ! "

ما أكثر إيلاما من الهلاك هو معرفة الهالك بأنه كان يملك فرصة للنجاة ، فرصة سلبها أحدهم بأنانية ، أو خسرها هو بنفسه عندما لم يتمسك بها ....

قد تكون هذه المفارقات سببها أن الهالك يُعد من البشر
.. ينتظر يد العون من غيره فينصدم عند تخييب أمله و فشل فرصته و يبدأ بصب غضبه عليهم ... ذلك لأن البشر يائسون ... يائسون لدرجة أنهم دائما يبحثون عن شخص للومه على تعاستهم الخاصة ... يائسون لدرجة البحث عن إجابة لسؤالهم " ماذا لو ساعدوني لكي لا أخطي هذه الخطوة " ...

و الحقيقة أنه يجب قول " كنت أستطيع النجاة لو لم أركض خلف سراب خادع ".
و هذا ما وقعت فيه مريم بالفعل ، لو تمسكت برفضها الزواج السري قبل سنتين ونصف لكانت نجت ، و لو فضحت إبن عمها المتحرش ولم تضطر للهروب من ناره للوقوع في نار أشد ...
لو لم تتأثر بسحر عمار لكانت حرة الآن .... و لو لم تلهث خلف الأمان و تقع في حب قناع شهامته و تحضره ، و غزله و هداياه لكانت صانت قلبها عنه ولم يتألم بهذه القسوة !!

انتفضت مريم باكية مجددا وهي تتذكر ما حدث بينهما ليلة البارحة عندما قابل خبر حملها بالرفض و الصراخ و التهديد ، جزء منها يعاتبها لأنها لم تأخذ الإحتياطات الازمة التي تمنع حملها.
و جزء آخر يخبرها أن هذا كان مقدرا و سيحدث في كل الأحوال لذلك يجب أن تدافع عن صغيرها و تمنحه الحياة التي يستحقها بعد أن تترك حياة عمار نهائيا ...

و في خضم حزنها و غضبها .... لم تنتبه مريم للحقد الذي تآكل داخل قلبها إتجاه من يسمى زوجها .... حقد أهوج و رغبة لذيذة في الإنتقام بدأت تتغلغل داخلها لكنها دفنت مؤقتا عند سيطرة الحزن على قلبها .... و ذلك الإتصال الهاتفي الذي جاءها على غفلة !!

_______________________

- و ادي نسخ الورق اللي محتاجلها اهه.
تحدث وليد وهو يضع ملفا يخص العمل على مكتب عمار ثم جلس على الكرسي الجلدي مقابلا إياه وهو يهتف ممتعضا :
- و على فكرة حضرتك نسيت تتواصل مع ال customers بتوعنا  علشان تأكد الميعاد معاهم كويس اني عرفت و كلمتهم بدل منك و لميت الموضوع رغم ان في عميل منهم اشتكى.
عمار خد بالك أنك بقيت مهمل شغلك و مش مهتم بيه زي الأول.

دلك عمار صدغيه مهمهما بضيق :
- عارف بس مش هقدر أركز كتير الفترة ديه و بعدين أنا مجرد مدير تنفيذي مش صاحب الشركة يعني عشان اهتم بكل حاجة.

رفع وليد حاجببه بدهشة من صفاقته معلقا :
- مجرد مدير تنفيذي ؟ ليه محسسني انك مش عارف أهمية المنصب بتاعك و ان اعضاء مجلس الادارة كلهم بيسعو يلاقو فرصة تغلط فيها عشان ياخدو مكانك !
لا انت أكيد في حاجة مضايقاك علشان كده بتقول كلام ملوش لازمة في ايه.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now