الفصل الثامن والاربعون : حقائق مؤلمة.

1.2K 78 4
                                    

الفصل الثامن والاربعون : حقائق مؤلمة.
_________________
" عشت كثيرا حتى أدركت ...
أن الاستمرار في العَتَب تَعَب " #نصف وجه بلا ملامح
هزت رأسها رافضة البوح و شدت شعرها بعصبية و جرح لم ينضب وقد تكالبت عليها جميع الذكريات السيئة ، فاِلتفتت تاركة اياه لكنه أمسكها وهو يصيح بغضب مماثل :
- ليه حالتك ساءت وانتي اتعرضتي لحادثة اجهاض طبيعية !

حينها فقدت اخر عصب لديها عندما ألقى عليها ذلك السؤال المباشر فاِنفكت عقدة لسانها و نظرت اليه صارخة بقوة انقطعت بها أحبالها الصوتية وهي تهدر بجنون :
- ديه مش حادثة طبيعية مش حادثة طبيعية انا اتسممت و ابني اتقتل انت سامع يا عمار الجنين اللي كان في بطني مات بسبب الشوكولا اللي انت بعتهالي !!

زلزلت كلماتها الأرض من تحتهما و هولت أمواج البحر المتلاطمة فبدى الإثنان وهما واقفان وسط الرياح القوية التي تبعث الخوف في نفوس البشر كأوراق الخريف التي ذهبت و خضرتها ف اصفرت و تطايرت من غصونها ...
كان هو واقفا كالمسمار لا يتحرك من مكانه ، فقط يحدق بها و يحاول استجماع حروفها التي يبدو وكأنه لم يسمعها جيدا فخيلت له بشكل خاطئ.
و لكن شكلها و الدموع المتحجرة في عينيها و شهقاتها المتقطعة لم تكن تدل على ذلك ، فرمش عدة مرات ثم همس :
- ايه ؟ شوكولا و سم و اتقتل ؟ يعني مش لاقية حجة غير ديه ولا مفيش طريقة تانية تتهربي بيها من سؤالي ! ولا استني ديه لعبة جديدة منك صح.

هدر مستنكرا الجنون الذي تتفوه به بينما تطالعه هي بعيون تنزف بدل الدموع دما و تتذكر ذلك اليوم الشنيع فقالت بتحشرج :
- مش لعبة مني ... هي ديه الحقيقة يا عمار.

حينها صرخ فيها بهستيرية و قسوة :
- مريم انتي عايزة تجننيني ! سم ايه اللي بتتكلمي عنه ده انتي واعية اللي بتقوليه الجنين مات بسبب مشاكل صحية و حالتك النفسية اللي كنتي عليها من بعد خناقنا مع بعض الدكتور قال كده !

اشتعلت عيناها بنيران الجحيم و هجمت عليه تضرب صدره بقوة مزمجرة :
- لا الدكتور قالك ع اللي حصلي وانت كنت هادي ومعملتش حاجة و جيت كدبت عليا الممرضة قالتلي ع كل حاجة.

شدها عمار من ذراعيها و غرز أصابعه في لحمها متمتما من بين أسنانه :
- دكتور ايه وممرضة ايه انتي بتستهبلي امتى حصل الكلام ده !

كان على وشك الإصابة بالجنون ، بل أنه أصيب به فعلا فأمسى لا يستوعب شيئا يقال فقط ذاكرته تستعيد  شريط صور غير منظمة من يوم إجهاضها ...
حينما جلس أمام باب الغرفة في المشفى وهو في حالة مزرية جعلت وليد يصطحبه الى الخارج كي يخفف عنه و عندما عاد لمح الطبيب واقفا مع سليم فأخبره ان زوجته قد أجهضت لكن حالتها مستقرة الآن ..

هذا هو كل ما حدث يومها ، فبعد معرفته بأنه فقد طفله لم يعد واعيا لما حوله و اتخذ لنفسه مكانا في طرف الرواق غير مهتم بالممرضة التي وقفت مع سليم تخبره بأشياء لم يعبأ بسماعها حتى اقتربت منه هو و تمتمت :
- الف سلامة على مرات حضرتك الله يعوضكم. 
- امين شكرا.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن