الفصل التاسع جزء 2

1.4K 71 0
                                    

في اليوم التالي.
غادر عمار مع مريم التي كانت سعيدة للغاية لأنه تخلى عن سفره مقابل مرافقتها إضافة لأنها لن تخاف من عثمان في وجود زوجها بجانبها و هاهو قد جلب لها أكياس مليئة بالهدايا لتقدمها إلى عائلتها ثم إنطلقا معا.

إستندت على زجاج نافذة السيارة و فجأة لاحظت وجود سيارة بدت لها أنها تلحق بهما فإعتدلت في جلستها و تذكرت حدوث هذا الموقف البارحة ، نظرت الى عمار تخطط
لإخباره و اندهشت عندما وجدته يرسم على وجهه إبتسامة جانبية لم تتبين محتواها ثم أصبح يقود بسرعة زائدة و في بضع دقائق كانت السيارة السوداء اختفت.

وضعت مريم يدها على قلبها تتنفس بقوة ثم سألته :
- هي العربية اللي كانت ماشية ورانا من شويا كانت قاصدانا وانت هربت منها صح ؟

همهم عمار ببرود :
- متركزيش.

رفعت حاجبيها بذهول منه لكنها إلتزمت الصمت أما الآخر فحدث نفسه :
- كل مرة بتقولي انك بطلت تلحقني يا رأفت بيه وبعدها الاقيك بعت رجالتك ورايا .... العربية ديه عربيتك انا متأكد بس مكنتش موجودة الأيام اللي فاتت كانت بتلحقني عربية مختلفة .... يا ترى قصدك ايه من الحركة ديه.

تراءت إبتسامة خبيثة على وجهه و تابع :
- اكيد رجالتك دلوقتي هيقولولك اني راكب مع بنت و هتفتكرها حبيبتي متشوق أشوف ردة فعلك لما تعرف.

و أظلمت عيناه مبتسما بسادية مريضة وهو يتخيل موقف عائلة البحيري لو اكتشفت أن الإبن الأكبر متزوج في السر بغجرية فاتنة تاركا بنات الطبقة الراقية ، سيجن جنونهم حتما و هذا بشكل ما او بآخر يسعده !!
انتشله صوتها الرقيق المرتبك من شروده :
- عمار بخصوص اللي حصل في المول اول امبارح انا والله ما كنت اعرف ان الست بتبقى مرات أبوك حتى اتصدمت لما شوفتك قدامها انا كان بس قصدي اساعدها .....

قاطعها بغلظة :
- عارف يا مريم اساسا انا مكنش ينفع اوديهم المول ده لأنه نفسه اللي انتي بتحبي تروحيله بس معرفش ازاي نسيت انك هتخرجي مع صاحبتك في نفس اليوم ..... المهم عدت على خير مش عايز اتكلم في الموضوع ده تاني.

بعد بضع ساعات توقفت سيارة عمار في تلك القرية الريفية الجميلة ، ترجل منها و أمسك بيد مريم التي تلتف حول توزع نظرها على البيوت البسيطة و الأشجار و تشم ذلك الهواء الذي رغم إنعدام رائحته إلا أنه يتميز بنقاء يجعل قلبها شَرِحا .... اولئك الجيران الذين توقفوا الآن ليرحبوا بها و يعاتبوها في نفس الوقت على إنقطاعها عنهم جعلها تدرك كم إشتاقت لبيئتها و الى ماضيها مع والديها قبل أن يتوفاهما الله ، و تتمنى لو كانا على قيد الحياة لتزورهما مع زوجها و أطفالها مثلا !!

تأوهت بحسرة فإنتبه عليها عمار الذي كان يركز في المناظر أمامه ثم عند ملاحظته للكثير من الرجال في الشارع إستدار يتأكد من هيأة زوجته .... كان ترتدي بلوفر أبيض شتوي يصل الى أسفل ركبتيها بقليل و حذاء بني طويل يغطي الجزء العاري من ساقيها مع معطف بنفس اللون.

كانت قد لملمت شعرها المموج بأمر منه و ربطته على شكل ذيل حصان ....هز عمار رأسه برضا من ملابس مريم المحتشمة ليتوقفا بعد قليل أمام المنزل المتواضع ، شهقت مريم بلوعة و التمعت عيناها بدموع الشوق هامسة :
- مش مصدقة اني رجعت شوفت بيت أهلي أخيرا ... وحشوني اوي.

قالتها وهي تطالعه بإبتسامة فبادلها مغمغما :
- يلا ندخل.

همهمت بحماس و فرحة لم يشتد عودها بعد عندما رفعت رأسها بتلقائية فتراءى لها وجه عثمان الذي كان يطل من النافذة و ابتسامته تتسع بظفر ، فضغطت على يد عمار تستمد القوة منه وهي تستعد لوطأ منزل إبن عمها المتحرش ... و حبيبها السابق !
_________________
انتهى البارت
رايكم و توقعاتكم ل اللي هيحصل في الفصل القادم ؟

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now