الفصل الخامس والأربعون ( القسم الثاني ) : أول درجة فوق الصفر.

1.1K 61 0
                                    

الفصل الخامس والأربعون ( القسم الثاني ) : أول درجة فوق الصفر.
_________________
- اول مرة بشوف نفسي بالسوء ده ...معقول اطلع وحش للدرجة ديه ؟
همهم عمار بشرود فقضبت ريماس حاجباها و نهضت لتسحب الكرسي و تجلس مقابلة له تماما ، ثم نظرت له بتركيز قائلة :
- مادام انت اتقبلت أنك محتاج مساعدة و جيت علشان تتعالج و بتضغط على نفسك علشان تصلح أفكارك و تصرفاتك فده بيثبت انك مش انسان سيء بالعكس الخطوة اللي عملتها بتدل على ان في جواك نقطة لسه نظيفة  متأثرتش بماضيك و حاضرك و كونك بتستجيب للعلاج فده بيعني انك مش وحش ... و حتى انك بتحب بطريقة جميلة اوي.

رفع عمار رأسه اليها و همهم بشرود وكأنه يحدث نفسه :
- حب ؟

ابتسمت ريماس و تابعت بعاطفة :
- رغم كل تصرفاتك الأنانية في الماضي و عقدك فده مبيمنعش حقيقة انك بتحب مريم انت حبيتها بإختلافها و تميزها و ضعفها و قوتها و حبها و كرهها ليك ... ولو بعد كل اللي هي عملته انت متجرأتش تأذيها و لسه صابر عليها و مستنيها تتكلم و عماله تشجعها من غير ماتحس و قررت تتعالج و تتكلم عن أسرارك اللي بقالها سنين طويلة مخبيها بس علشان متأذيهاش في لحظة غضب ف ده بيعني حاجة واحدة بس وهي أنك بتحب مريم ... و حبك ليها جميل و قوي بشكل بيخلي اي ست تتمنى تلاقي زيه في حياتها.

صعقت ملامحه و تهدجت أنفاسه حتى انعقد لسانه لكنه لم يلبث أن هتف بمكابرة :
- انا مبحبش حد هي كانت مراتي و طبيعي اسأل عليها بس انا ... مينفعش.

- ليه مينفعش ؟ انت بتقدر تحب اي واحدة سواء مريم او غيرها.

حاد بعينيه نحوها و استطاعت ريماس التقاط لمعة الانكسار من عينيه والتي قد أخفاها سريعا وهو يجيبها ببلادة :
- انا والدي كان بيعشق والدتي و متعلق بيها بس هي عملت ايه ؟ كانت بتخونه و تروح لحضن راجل تاني و فرضا مريم مش خاينة او  ايه اللي هيخلي واحد عاش حياة معقدة زيي تكون ليه علاقات مثالية من غير مشاكل و سلبيات سواء مع مراتي ديه او مع ست غيرها يا دكتورة.

رفعت ريماس حاجباها و قالت بهدوء :
- ليه فاكر انك لازم تكون Perfect man ( رجل مثالي ) عشان تحب و تتحب يا عمار ، و ليه مستني من شريكك انه يكون معصوم من الخطأ ! مفيش انسان في الحياة ديه بيبقى كامل ولا عيشته كلها مثالية احنا كلنا بشر بنفرح و نزعل و نضحك و نعيط و بنمر بمشاكل و امتحانات مش المهم مش غلطاتك او سلبياتك و مشاكلك المهم هو انك تتقبلها و تحاول تصلحها عشان متأثرش عليك.
و لما انت تبقى فاهم نفسك كويس و تتقبل حقيقتك ساعتها مش هيهمك رأي الناس فيك و هتقدر تتجاوز كل حاجة.

كان شاردا بها و يستمع لكل حرف تقوله بتركيز و حتى كلماتها كانت كالبلسم على جروحه التي لم تجف قشرتها بعد إلا أن تطبيقها صعب بل شبه مستحيل فهو من تربى وسط عائلة لا تهتم سوى بالمظاهر و الكماليات ، و تَعَلَّم أنه من المعيب أن يبدو عمار البحيري بصورة تظهر حزنه او ضيقه و ضعفه ، فتعمد جرح المقربين منه لكي لا ينجر خلف عواطفه اتجاههم فيبين لهم مأساته في لحظة ضعف منه.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now