الفصل الرابع : تمرد يخبو بسرعة.

2.2K 82 14
                                    


قبل مدة.

خرجت مريم مع هالة للتنزه و طوال الطريق كانت شاردة تنظر الى الاشيء متذكرة الصور التي رأتها ، تنهدت و نظرت الى صديقتها الثرثارة رغم أنها عدوانية و تغضب بسرعة إلا أنها ذات قلب طيب و ربما هي الوحيدة التي تعاملت معها بأسلوب جيد و أشعرتها بأنها ذات قيمة تستحق الحب و الصداقة
... عكس ذلك البليد الذي لم يعاملها بسوء لكنه لم يعاملها بحُسن أيضا ، بإختصار عمار لم يتعامل معها خارج غرفة النوم إلا نادرا !!

تنهدت بحرارة فإلتفت هالة اليها ممازحة :
- ياه يا روما انا مش مصدقة انك هربتي من البواب و مشافكيش وانتي نازلة ومش مستوعبة كمان ان ديه اول مرة تطلعي من الشقة من 6 شهور ياريتني كنت صورت الطاووس مع بنت عمه من زمان كنا ه.....

توقفت الكلام وقد أدركت زلة لسانها من دموع مريم فأسرعت تبرر :
- اسفة اسفة مش قصدي والله متعيطيش ارجوكي.

- مفيش مشكلة.
هتفت بوهن ثم استدركت وهي تتوقف عن المشي أمام إحدى المطاعم :
- انا تعبت و جعت خلينا ندخل ناكل.

رفعت هالة حاجبيها بضحكة :
- بس انتي هتدفعي لأن جوزك مغرقك بالفلوس ومش منقص عليكي حاجة اللهم لا حسد يعني.

قلبت مريم عينيها بسخرية :
- اساسا حياتي بتستاهل الحسد احسديني يمكن تتغير.

كتمت قهقهاتها و قالت :
- صحيح انا اخويا قالي لما تحبو ترجعو اتصلو بيا عادي لو اتصلت عشان يجي يقعد معانا ولا هتدايقي ؟

هزت كتفيها بدون مبالاة :
- لأ عادي ... يلا ندخل.

جلستا على إحدى الطاولات الجانبية و طلبتا عدة مأكولات حاولت مريم الخروج من قوقعتها ففتحت مع هالة حديثا عن أيام الجامعة و شيئا فشيئا استعادت نفسها ونست ما كان يضايقها حتى جاء شقيق صديقتها "احمد" فرحبت به و جلس معهما بعدما أخبرهما انه في عشاء عمل و سيجلس في الطاولة المجاورة بعد حضور زبائنه.

نظرت مريم الى ساعة يدها و تأففت فلمحها احمد و قال بجدية :
- حضرتك لو مدايقة من وجودي قوليلي وانا هقوم بعتذر لأني قعدت بس عشان اروِّح أختي لما تخلص.

نفت برأسها سريعا وقبل ان تتكلم أجابت هالة مكانها :
- لا هي مدايقة من الاول و مركبة وش الخشب من لما جت متخفش الموضوع مش متعلق بيك يا ابيه ديه واحدة نكدية .... زي خطيبتك.

ضحك احمد بخفة :
- بطلي غيرة منها يا هالة خطيبتي واحدة لطيفة و مفيش زيها حتى لما وريتها صورك الفاضحة وانتي صغيرة مرضيتش تضحك عليكي.

انتفضت هالة بهلع مرددة :
- نعم انت وريتلها صوري ؟

استغربت مريم إنفعالها بينما رفع احمد يداه بمرح :
- لا بهزر معاكي موريتهاش حاجة ..... والله العظيم يابنتي خلاص متبصليش كده.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now