الفصل الاربعون : تعرية الروح.

1.2K 77 3
                                    

الفصل الاربعون : تعرية الروح.
__________________
" حاولت الهروب مرارا ، فوجدت أنني أينما ذهبت احتجت أن أهرب مرة أخرى " #.نوبة_عزلة # سارة_عدنان_العبد الله

- سليم المسؤول عن العربية بتاعتي ... طول الوقت ده كان في حد بيراقبني وانا مش واخد بالي.
غمغم بهوس ثم انقلبت ملامحه و زمهرت عيناه بالجنون وهو يركب سيارته لكن ارتجاف يده جعله يتراجع عن القيادة فصرخ ضاربا المقود بوحشية تفجرت من أوداجه ...
ثم نضبت آخر ذرات تعقله فألقى نفسه خارج السيارة صافقا بابها ليهدر بقوة :
- اتصل بسليم و بقية الرجالة و اديهم العنوان عشان يجولي هنا.

انتفض وليد و ناظره بإحتراز من حالته المفاجئة لكنه كان يملك من الفضول ما يجعله يريد معرفة حقيقة الأمر هو أيضا فتنهد و فعل ما يقوله ثم هتف بجدية :
- عمار احنا لقينا الجهاز صدفة و يمكن مبقالوش كتير و مساعدينك ملحقوش يكتشفو وجوده ... اهدا شويا عشان نعرف نتصرف ازاي.

لم يعلق عليه و بقي يلتفت حول نفسه كالليث الحبيس و رأسه يكاد ينفجر من التفكير حول كيف و من و متى تم وضع جهاز تعقب في سيارته.
لقد اكتشف بفضل سليم منذ سنتين تقريبا أن والده يتعقبه فواجهه ليتقبل الآخر الأمر بدون انكار ، و عندما لاحظ أن هناك سيارة سوداء تلحق به اتهم السيد رأفت إلا أن هذا الأخير أنكر الأمر و أخبره بأنه لم يحاول تعقبه مجددا.
و الآن هاهو يكتشف بالصدفة بأنه مراقب للمرة الثانية و لا يعلم من هذا الذي يلاحقه ...

ظل يجول و يحدث نفسه حتى وصل سليم و باقي رجاله و الذي بمجرد النظر إلى حالة سيده الغاضبة و الشيء الذي بيده نضبت الدماء من وجهه و جف حلقه حتى كاد يكشف نفسه ولكنه تمالك أعصابه و تنحنح بهدوء مدعيا الجهل :
- حضرتك طلبتني يا عمار بيه.

رمقه بطرف عينه ثم دنى منه بخطوات بطيئة حتى وقف أمامه و غمغم بقتامة :
- انت بتشتغل عندي من كام سنة.

رد عليه :
- ارب ... اربع سنين يا فندم.

- و ايه هي مهمتك بالضبط.

اصطحت أسنانه ببعضها في اضطراب إلا أنه أجابه مجددا بأن مهمته هي متابعته كظله و تنفيذ جميع أوامره و الإهتمام بمتعلقاته خاصة السيارة منها.
لكن بمجرد لفظ جملته الأخيرة قبض عمار على مؤخرة عنقه بقوة و رفع الجهاز أمام وجهه يسأله بحدة :
- مادام مهمتك تاخد بالك من عربيتي و متخليش حد يقرب من حاجة تخصني يبقى ايه ده يا سليم ... انا لقيت  GPS في صندوق عربيتي و في مكان محدش يقدر يوصله بسهولة غير لو عارف اجزاء عربيتي بالتفصيل و عنده وقت يفتش فيها براحته تقدر تشرحلي.

لحسن حظ سليم أنه كان مدربا على تمالك أحاسيسه لذلك سيطر على خوفه و توتره في هذه اللحظة ولم يظهرا على وجهه ، فأحنى رأسه بدهشة مزيفة :
- انا مش عارف اقول ايه لحضرتك لأني متفاجئ زيك ... العربية انا المسؤول عليها و قليل لما اكلف غيري بالمهمة ديه ف ...

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن