الفصل الستون ( القسم الأول ) : على نار هادئة.

975 49 0
                                    

تفاعل على الفصل ، قراءة ممتعة
الفصل الستون ( القسم الأول ) : على نار هادئة.
_____________________
يقولون ... إحذر من عدوك مرة ... و من صديقك ألف مرة ...
ولكن ماذا إن كان الشخص الذي تربيت على يديه ، والذي عشت معه تحت سقف واحد و قاسمته الطعام و الشراب ، قد فعل بك مالم يفعله عدوك !

الدمار ... الفراغ ... الجحيم ... هذا ما كان عمار يعيشه في هذه الأثناء وهو يشاهد بعينان حمراوتان الأدلة التي تشهد على جريمة شخص عزيز عليه ... و كأن قوة العالم اِتحدت ضده لتكون له الخيط الذي يلتف حول عنقه و يخنقه !
كيف ، متى و لماذا ، كل هذه الأسئلة جالت في باله وهو يحمل بيدٍ إحدى الوثائق و باليد الأخرى يقبض على حفنة من التراب الذي جلس وسطه بخمول.
لا يصدق بأن عمه عادل هو السبب في كل ما حدث له ، هو الذي كان يرسل الحراس خلفه و يتبعه حيث يذهب وهو من سمم زوجته و قتل طفله و خرب حياته و تخلص من مساعده حين كاد يُكشف.
هذا يفسر حديثه على الهاتف يوم كان يتصنت عليه فسمعه يتكلم عن إيجاد شيء ما ... لقد كان يقصد هذه المستندات إذا وهو لم يفهم ذلك.

لقد كان عمار يعلم جيدا بأن عادل يسعى لتزويجه بإبنته بسبب الثروات التي ستقسم عليهم في حال تزوج الإبن الأكبر من إبنة العائلة و اذا لم يتحقق هذا الشرط سيحصلون حينها على إرث أقل ، لكن حتى وإن قابلهم مال قارون ، كيف يستطيع المرء إرتكاب أفعال شنيعة كهذه ، و كيف يستطيع أن يكون نذلا و مزيفا الى هذه الدرجة !
نعم كان يضع إحتمالا بأن يكون المجرم من عائلته و لكن عيش الحقيقة أصعب بكثير من التفكير بها يا إلهي ماهذا الإمتحان الذي يمر به ...

انخفض نسق أنفاسه حتى خُيل له بأنها ستنقطع و يرتاح أخيرا ، ولكن ربما الحياة ليست عادلة معه لهذا الحد لأنه لا ينفك يتعرض لصدمة تلوَ الأخرى و مع ذلك هو لا يزال حياًّ يرزق !
تأوه عمار بألم و تشكلت طبقة غثيثة فوق عينيه تمنعه من الرؤية جيدا ، و همس بنبرة خائبة أثقلت كاهله :
- ليه كده ... ليه انا عملت ايه علشان ده يحصل معايا ... ليه مصممين يضروني مع و يطعنوني في ظهري على طول والله ده كتير عليا انا ... انا مش قادر استحمل.

أخرج زفرة ثقيلة من صدره و أحنى رأسه بتعب تحول في دقائق لتقاسيم جامدة تنضح شرا و تهديدا ، و طحن ضروسه هامسا بوعيد :
- اقسم بربي لأخليك تندم على كل حاجة ... ع كل وقت انا كنت محتار فيه و ع دم ابني اللي مشافش نور الدنيا و على كل دمعة نزلت من مريم بسببك !!

__________________
بعد ساعات لم يعرف فيها كيف استطاع قيادة السيارة دون التعرض لحادث هاهو يجلس مقابل وائل مقدما له كل المستندات فقال الأخير :
- الأدلة ديه كفاية عشان تودي عمك في داهية احنا هنبعتها فورا ل...

غمغم عمار بصوت جامد :
- لا انا مش عايز الورق ده يوصل لحد تاني.
- متقلقش الفريق موثوق و بأكدلك ان العدالة هتاخد مجراها.

هز رأسه ينفي ما يفكر به ثم شرح له مقصده :
- مش عايز تتكشف جرايمه دلوقتي وياخد عقاله بسهولة كده يا وائل.

نـيـران الـغـجـريـةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora