الفصل التاسع و الثلاثون : حرب صامتة.

1.2K 71 1
                                    

الفصل اهو انا فعلا تعبت جدا في كتابته رجاء التفاعل عليه ، قراءة ممتعة
الفصل التاسع و الثلاثون : حرب صامتة.
_________________
"يحدث احيانا أن تنتهي حكاية الأنثى بصمت ...
و صدى ذلك الصمت أحدث انهيارا في كسرة قلبها ...
ترى من تخلى عنك في منتصف الطريق ... ترى قائمة من الخذلان ..."
#خريف_بلا_مأوى.

تمر على الإنسان لحظات لا ينفع فيها صراخ ، بكاء أو جدال و تبرير ، حين لا يجد رد فعل يناسب الموقف الذي يعايشه ، فينعقد لسانه و يكف عن الكلام ...
و هذا ما حدث لهما بعدما خيم الصمت المهيب على المكان إلا من صوت عجلات السيارة التي نهبت الأرض تشق طريق العودة.

تركزت أنظارها على الطريق بعينين غائرتين بوجع عظيم بعدما ألقت أول سر بجعبتها ، و تذكرت مريم وجهه الذي تشنج وهي تحدثه عن مقطع الفيديو فاِختفت الثقة التي كانت تنضح من وجهه و سكت عن الحديث حتى ظنته أصيب بالبكم ! حينها ظل يطالعها بضياع حتى و بدون أي شيء يعبر عن مشاعره في تلك اللحظة.
كان مثل الجماد تماما وحقا هي لا تعرف كيف فعل هذا.
و هاهي تعود معه بعدما فتح الباب و أشار لها بالصعود لسيارته ، و كل هذا من دون التنبس ببنت شفة !

تنهدت مريم بحرقة من هذا الألم العظيم ، عندما رأت مدى ثقته بنفسه وهو يخبرها بأنه لم يخنها كادت تقتنع و تمنت لو ينفي اتهمامها ، ان يخبرها بأن المقطع مزيف مثلا أو هي من أخطأت في النظر بسبب تأثرها بألم بطنها.
تمنت لو يبرر لها بأي حجة غبية لا يستوعبها عقل طفل و لكنه لم يفعل ، بل أخفض عيناه بذنب أكد كلامها ، فتحطمت آمالها التي رسمتها هذه الليلة !

أما هو فكان شاردا في عالم آخر ، لا يصدق أن مريم كانت طوال هذه المدة تعرف بشأن تقبيله لندى ، تلك اللحظة التي اخطأ فيها سهوا ومن غير وعي منه قد كلفته الكثير.
مريم رأت كل شيء وسط ألم إجهاضها و كرهته لهذا السبب ، و لكن كيف حدث هذا من الذي صور المقطع و أرسله لزوجته ، يا الهي اي عائلة هذه قد كُتب له العيش معها و اي نوع من المؤامرات الرخيصة هذه التي تحاك ضده.

ضغط بيده على على المقود حتى ابيضت أطرافها ثم حاد بعينيه نحوها فرآها متكئة على النافذة بإرهاق و بؤس ، اذا هذا هو سبب إدعائها الدائم بخيانته و الدافع للإنتقام منه فهي شاهدت تقربه من أخرى بعينيها و عندما طلبته لم يجبها ، كيف سيستطيع التبرير لها و إخبارها بأنه كان تحت تأثير الأدوية وقد رآها هي بدلا من ندى و تخيل نفسه يقبلها هي لا غيرها.

من اين ستصدقه وهو من تبكم عندما واجهته ، تنهد بتعب و تابع طريقه حتى وصلا إلى البناية فخرجت مريم سريعا قبل أن ينطق بكلمة واحدة و صعدت لشقتها.
بينما اختفى جمود عمار و حل مكانه السخط الشديد فإنطلق مجددا نحو القصر و اقتحمه كالإعصار صارخا بقوة :
- سعاد هانم !

انتفضت تلك الجالسة في الصالة مع فريال و ارتعبت من حالته هذه فنهضت و اقتربت منه بسرعة متسائلة بقلق :
- عمار في ايه خير ايه اللي حصل.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now