الفصل الثالث والثلاثون : مساعدة زائفة.

1K 59 0
                                    

تفاعل على البارت ، قراءة ممتعة
الفصل الثالث و الثلاثون : مساعدة زائفة.
_______________
" نصف مني بارد
ونصف اخر مشتعل
نصف مني صامت
و النصف الآخر يتحدث بإستمرار
نصف مني هادئ
و النصف الآخر غاضب الى درجة لا تحتمل "

كان عمار في مكتبه يدرس معلومات العرض الجديد بشكل سطحي قبل الإجتماع مع بقية المدراء و مناقشته.
و على حين غرة داهمه صداع قوي منعه عن التركيز ، فتأفف بسخط و قلب درجه باحثا عن الدواء ليأخذ آخر حبة مسكن من العلبة ، و لكن مع مرور الوقت لم يزل الصداع بل ساءت حالته و أصبح يعجز عن الرؤية فإلتقط هاتفه و ضرب رقم طبيب العائلة السيد حسين ليرد عليه الاخير بعد ثوان :
- ألو ، عمار اهلا وسهلا.

- احم اهلا يا دكتور حسين معلش لو كنت عطلتك عن شغلك بس انا جالي صداع قوي و خدت من المسكنات اللي كتبتهملي في الروشتة من اخر اغمى عليا بس مفادنيش ف كنت عايز من حضرتك تكتبلي مهدئ أقوى لان راسي هتنفجر.

كان يتكلم بصوت مكبوت جراء ألمه الذي لم يعد يقدر على تحمله ، بينما استطاع الطبيب إدراك ذلك فأولى له كل إنتباهه و هتف بحذر :
- المسكنات مش هتنفع من غير فحص يا عمار انت لازم تجيلي عشان اقدر عرف مشكلتك و افيدك.

تأفف عمار بإنفعال و أردف :
- انا طلبت روشتة منك وبس مش مستاهلة فحص بعدين انا تعبان ومش هعرف اجيلك.

أصر عليه الآخر بلين محاولا اقناعه :
- مادام حالتك صعبة كده يبقى مش هينفع اديلك اي مسكن ... و انا عارف انك مش هتوافق ابعتلك الاسعاف علشان كده انت خلي الشوفير بتاعك يوصلك لعندي.

اعترض عمار كثيرا ولكنه رضخ في النهاية له فخرج بخطوات قد جاهد ليجعلها متزنة و من حسن حظه أن الجميع كان غارقا في عمله فلم يجد صعوبة في المغادرة.
إستقل سيارته و أخبر السائق بأخذه إلى المستشفى الخاصة ، ثم بعد وصوله دخل لغرفة الطبيب حسين مباشرة و خضع للفحص الطبي.

- الصداع بيجيلك ع فترات منتظمة و في حالات معينة ولا عشوائي ؟
سأله بعملية فأجابه عمار بإرهاق :
- في الاول كان بيجيلي يجي مرتين في الشهر و بيستمر لأيام بس كل ما اخد الدوا بخف.
بس حاليا بقى يجيلي مرتين او تلاتة في الاسبوع بوجع أقوى مبيروحش مهما خدت مسكنات.

- ممكن تقولي ع مكان الألم بالضبط.
ظل عمار يجيب على أسئلته بإختناق و كبت حتى نفذت قدرة تحمله فهدر بغضب :
- دكتور حسين ممكن حضرتك تبطل الأسئلة ديه و تكتبلي الروشته عشان عايز امشي من هنا !

نظر له الأخير بصبر و طلب منه بلين أن يجيب على جميع أسئلته لأنه لا يستطيع إعطاءه وصفة بدون فحص فزفر عمار و بدأ يرد عليه بمضض حتى أنتهى الطبيب و قال بجدية :
- عمار ياريت تسمعني للاخر و متقاطعنيش.

نظر له بإقتضاب و حذر ليتأفف في النهاية و يسأل  :
- ايه اللي طلع معايا ؟

- الصداع اللي معاك صعب و حاد اكتر من اللي اتوقعته ... على حسب كلامك ف انت بقالك سنين بتكتفي بمسكنات بس دلوقتي حتى هي مبقتش تنفع معاك و انا مبقدرش اكتبلك اي مهدئ تاني من غير ما اعرف سبب الصداع بس رد عليا ... انت لسه بتاخد المهدئات بتاعتك ولا وقفتها زي ماطلبت منك.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now