الفصل الخامس و الثلاثون : الحياة العملية.

1.1K 70 2
                                    

تفاعل على البارت ، قراءة ممتعة
الفصل الخامس و الثلاثون : الحياة العملية.
______________
" من أنت ؟
- قبل أن أقص شعري أو بعد !
- مالفرق ؟!
- قص الشعر بالنسبة للمرأة ليس مجرد مقص و شعر متناثر و هيأة جديدة ! إنها تستبدل دواخلها أيضا " #ليتني امرأة عادية#هنوف_الجاسر

تمر علينا فترات يصعب علينا نسيانها ، ليس لقوة ذاكرتنا أو إستحالة تخطي تلك الذكريات ، بل لأنها حُفرت في قلوبنا و أصبحت جزءا منا.
تظل عالقة لا تمحى سواء بالهروب أو بالتجاهل.
فيُمسي الحل الوحيد هو طمسها و قمعها مع قمامة الماضي ، حتى لو كلف ذلك محو هويتنا التي كنا عليها.

و هذا ما فعلته هي !

وقفت خارجا أمام الشركة الضخمة تحدق في علوها الذي ظنت أنه لا ينتهِ ، و حادت بعينيها نحو البوابة الخارجية تراقب الداخلين و الخارجين منها ...
كان هذا اليوم الأول للمتدربين اللذين تم اختيارهم لعدة أقسام تابعة لمؤسسة البحيري ، حيث سيتم إستقبالهم من طرف فريق المسؤولين و شرح نظام سير العمل تاركين لهم بعدها الخضوع لفترة التربص و بعد إنتهاء المدة المحدودة سوف يتم إختيار أعضاء يستلمون وظائفهم بشكل رسمي.
أما من لم يحالفهم الحظ في التوظيف فيكفيهم أخذهم لشهادة التدرب في شركة البحيري.
و ستعمل مريم على أن تكون من النوع مكان !

أخذت نفسا عميقا و خطت بقدميها خطوات واثقة إلى الداخل ، و بعد دقائق كانت تقف بجوار باقي المتدربين يستمعون لكلام نائب مسؤول قسم الترجمة وهو يرحب بهم ...
لاحظت مريم نظرات البعض إليها و همسات البعض الآخر حول أن زوجة المدير التنفيذي التي فضحته جاءت اليوم كمتدربة و تقف معهم كأنها لم تفعل شيئا.

ولكنها لم تعرهم إهتماما بل ركزت على كل حرف يقوله مساعد السيد يوسف الذي لم تلمحه لحد الآن ، ثم وقع بصرها على مكتب النائب و التمعت عيناها وهي تطمح لأن تكون هي الجالسة عليه يوما ما ...

_______________
تنهد بسأم وهو يعيد رأسه إلى الخلف و يغمض عيناه لعله يحظى ببعض الراحة من الصخب ، لكن الآخر لم ينتبه لهذا وهو يكرر سرد نفس القصة للمرة العاشرة تقريبا :
- و ياريت قدرت مساعدتي و شكرتني لا ديه كانت عاملة زي الكتكوت المبلول منطقتش بكلمة طول الطريق لما كنت شايل معاها.
بس اول ما لقت نفسها وصلت لبيتها قامت تلمح و تغلط فيا ... استنى ديه طلعت مخطوبة كمان و جايبة الحاجات ديه عشان خطيبها.

عند نطقه للجملة الأخيرة ببلاهة فشل عمار في كتم ضحكته فأطلق قهقهة صغيرة انكمش لها وجه وليد وهو يسأله منزعجا :
- انت بتتريق عليا ؟

- لا بس ضحكت لما اتخيلت شكلك عامل ازاي و انت واقف في الشارع لوحدك بتكلم نفسك بعد الصدمة ديه.
برر له عمار و ضحك مجددا ثم تنحنح و ارتخت تعبيراته عندما اعتدل في جلسته و هتف بمنطقية :
- انت عارف ان حتى لو هالة مش مخطوبة مفيش فرصة ليكم انتو الاتنين صح ، البنت ديه بتكرهني اوي و بتحرض مريم عليا دايما ف اكيد هي مش هتقبل ترتبط بصاحبه خاصة في الفترة ديه.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now