الفصل الثاني و العشرون : اليوم الموعود.

1.4K 72 4
                                    


الفصل الثاني و العشرون : اليوم الموعود.
___________________

" وتلك الرغبة الغريبة في النظر إليك ، وكأني لا أملأ عيني بك بل أملأ قلبي " # ليطمئن_قلبي

صوت صرير الباب المزعج الذي أصدر فجأة عند فتحه إخترق السكون المرير السائد في المكان ، ثم أُغلق و تحرك هو بخطوات بطيئة موزعا بصره على أنحاء الشقة و روحه تهفو لقياها ، رؤيتها و سماع صوتها الحنون ، و رنة خلخالها الملتصق بها ...

تنهد عمار بسقم و دلف إلى الغرفة التي كانت تجمعهما في السابق ، لا يزال يأتي هنا متذكرا ما عاشه معها فلقد إحتفظ بكل شيء في مكانه ولم يغير موقع غرض من الشقة ...
حتى أنه بين الحين و الآخر يكلف بعض العمال بتنظيفها و يشرف عليها بنفسه !

ولج إلى غرفة تغيير الملابس و فتح الخزانة ليخرج صندوقا صغيرا منها طالعه بجمود وهو بين يديه ثم جلس على السرير و فتحه ببطء.

غامت عيناه و إهتاجت أنفاسه عند رؤية مكنوناته ، لقد خبأ عمار في هذا الصندوق الصغير أهم ما كانت تستعمله تلك الغجرية فتشتعل النار و تهب العواصف في داخله كلما رأى محتوياته.

مرر أنامله برقة على أكثر خلخال كانت ترتديه وهو  نفسه الذي وقع منها يوم الحادث و وجده والده مرميا ليأخذه هو منه .... زجاجة العطر صغيرة الحجم التي أهدته إياها ... و خاتم الأوبال الذي تخلت عنه و غادرت !

جز عمار على أسنانه بجنون يستيقظ كلما تذكر أنها مختفية وهو سيتزوج غدا ، ثم إرتعشت حواسه عندما وقعت عيناه على قلادة مميزة فتذكر أول ليلة بينهما عند زواجهما منذ 4 سنوات ...

Flash back
( فتح الباب و دخل وهو يحيط خصرها بذراعه و يمشي بخطوات ثقيلة مسايرا لحركتها البطيئة ، جزء منه يشعر بالإنتصار لأنه ظفر بها أخيرا و ها هي تحت ملكيته الآن ، و جزء آخر مقيد يفكر بأنه تسرع عندما عقد قرانه بسرية هكذا.

تنهد بكتوم يهز رأسه ليطرد الأفكار السلبية من رأسه ثم طالع - زوجته - التي يشعر بأنها لن تتحمل دقيقة إضافية وتقع على الأرض.
رسم إبتسامة دبلوماسية على وجهه و غمغم بصلابة :
- أهي الشقة بتاعتنا تعالي أفرجك عليها.

لم تعلق مريم عليه و هو أيضا لم ينتظر ردها بل جذبها برفق و بدأ يعرفها على منزلها الجديد و إستطاع لمح الإعجاب المخبأ خلف الخوف في عينيها.
و أخيرا دخلا إلى غرفة النوم فإحتبست مريم أنفاسها بداخلها لتسمعه يردد :
- و ديه أوضة النوم بتاعتنا و البلكونه أهي ... عجبتك ؟

همهمت بتقطع فوقف عمار يقابلها و زيتونيتاه تركزان عليها بدقة.
كانت عروسه مريم ترتدي ثوبا بسيطا باللون الأبيض يضيق عليها من فوق و يتسع قليلا من الأسفل مطرز باللؤلؤ و به فتحة واسعة من جهة الصدر أخفاها جاكيت الفرو الأبيض الذي وضعته على كتفيها و أحكمت إغلاقه.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن