الفصل التاسع و الخمسون : مفتاح الحقيقة

991 47 3
                                    

تفاعل على الفصل ، قراءة ممتعة
الفصل التاسع و الخمسون : مفتاح الحقيقة
__________________
ضغطت بيدها على المعطف الذي وضعته على كتفيها وهي تسير في الشارع بعدما تركت حفل الخطوبة إثر ما حدث بينها و بينه ، بداخلها هي لا تصدق أن شابا راقيا و هادئا مثله من الممكن أن يصدر منه فعل كهذا ..أن يقبض على ذراعها بعنف و يكلمها بتلك النبرة المخيفة مهددا أياها.
لقد اعتادت على لطافته و سماحته و ابتسامته اللبقة دوما كيف استطاع الإنقلاب في ثوان هكذا ؟

اِرتجف جسدها من شدة البرد في هذا الوقت من الليل و إشرأب عنقها وهي تحاول لمح أي سيارة أجرة تعبر و لكنها لم تجد فبدأ التوتر يتسلل الى قلبها خاصة أنها صادفت بعض الشباب الذين كانوا ينظرون إليها بجرأة و التفت لتعود الى القاعة حتى تفاجأت بسيارته الفاخرة تقترب منها ثم أطل هو من النافذة هاتفا بجدية :
- اركبي.

كبتت ابتسامتها المستريحة من وجوده معها و ادعت الإنزعاج منه فقالت :
- ميرسي مفيش داعي انا طلعت اشم هوا و هرجع لوحدي.

زفر بصبر نافذ و شدد عليها هذه المرة بنبرة آمرة :
- يلا يا ندى الناس بدأت تبص علينا.

تأففت ندى بضيق و فتحت الباب الأمامي فاِبتسم يوسف بثقة فهو كان يعلم بأن صورتها أمام الناس أكثر ما تهتم هي به ، انطلق بسيارته و ساد الصمت بينهما حتى افتتح هو دفة الحديث مغمغما :
- عارف اني خوفتك و عاملتك بطريقة مش حلوة و بعتذر ... بس انا مش ندمان.

اتسعت عيناها بدهشة و إستنكار ليردف :
- مهما كان نوع علاقتك مع عمار زمان و مشاكلك مع مريم احنا اتفقنا ع اننا نحاول ننسى الماضي باللي فيه بس انا شايف انك مش بتحاولي زي ما انا بعمل و الدليل سبتيني و روحتي تغيظي في مريم و يا عالم قولتيلها ايه خلاها تزعل كده.
- اه قولي بقى انت زعلت عليها صح بس ده ميديكش الحق تشدني جامد و تهددني انا ... انا خفت منك و لأول مرة مبحسش بأمان و أنا معاك.

ضغط يوسف على فكه متابعا قيادته وهو يفكر بأنه قسى عليها حقا و لكنه لم يستطع تمالك غضبه عند شعوره بأنه أداة اتخذتها صغيرة مدللة لتنسى بها حبيبها الأول و اضطر لتعنيفها من أجل أن تفهم بأنه لن يقبل مثل هذه التصرفات ، لذلك قال بينما يحدق بها من حين لآخر :
- بس انتي اللي غلطتي يا ندى وكمان لما سألتك ايه اللي حصل بينك وبين مريم رديتي عليها بتريقة و معملتليش اعتبار كأنك مش معتبراني راجل ... بصي احنا عملنا deal بينص ع اننا نحاول نتعرف ع بعض في فترة الخطوبة قبل ما نتجوز بس انتي ساعات بحسك بدأتي تميلي اتجاهي و ساعات بترجعي ندى القديمة ااا...

قاطعته الأخرى سريعا تنفي ما يفكر به :
- لا انا مفكرتش بالطريقة ديه خالص I swear ، القصة اني لما بشوف اللي اسمها مريم ديه و الاقيها واقفة ببرود كأنها معملتش حاجة بحس بالقهر و بقول ازاي ديه متعاقبتش ع افعالها ساعتها ببقى عايزة اضايقها و افكرها بغلطها ... ايوة انا جبت سيرة عمار في النص بس صدقني محسيتش للحظة اني غيرانة عليه او بفكر فيه زي الأول.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now