الفصل العاشر : تهجم.

1.7K 75 9
                                    

" لا تخطي بقدمك فوق ألغام الكراهية ... متى إنفجرت ستكونين أول ضحاياها ! " # كونسيلر

طُرق الباب و بعد ثوان فتح و ظهرت زوجة عمها " سمية " التي انتفضت تعانقها و تقبلها مرددة على مسامعها كلمات الشوق و المحبة ، و لوهلة تعجب عمار و استنكر ردة فعلها أليست هذه المرأة نفسها من أقنعت زوجها بمنع مريم من العمل في القاهرة و جلبها الى هنا لتزويجها من كهل مقتدر ماليا ، وهي نفسها من رأى الجشع على ملامح وجهها عندما عرض عليهم قبل سنتين مبلغا طائلا من الأموال مقابل عقد قرانه بالسر على إبنتهم ؟ اذا كيف تحمل الآن هذه المشاعر الدافئة كيف يستطيع الإنسان أن يظهر لغيره محبته بعدما أذاه ؟؟

أفاق من شروده على كلام مريم الباكية وهي تقبل يديها :
- وحشتيني يا خالة سمية وحشني عمي و البيت و الجو هنا كل حاجة وحشتني اوي الفترة اللي بعدت فيها كانت صعبة عليا جدا يا طنط.

قبلتها سمية دامعة ثم التفتت الى عمار الذي كان يقف بجمود و الوقار يبدو عليه ، تنحنحت و تمتمت بإحترام :
- ازيك يابني عامل ايه ؟

رد عليها بوجه لا يظهر منه شيء :
- بخير الحمد لله.

- انتو واقفين كده ليه اتفضلو البيت نور بوجودكم.

دلفا و أعطت مريم أكياس الهدايا لسمية ثم إتجهت مباشرة إلى غرفة عمها "أحمد" وجدته متسطحا و عندما رآها إستقام جالسا و هتف بوهن :
- مريم .... تعالي يا بنت الغالي.

هرعت تعانقه وبعد وصلة من إظهار مشاعر الإشتياق جلست على الأريكة مقابل السرير و عمار بجانبها يحدثه في عدة أمور برسمية حتى طرق باب الغرفة و دلف إبن عمها عثمان ، إرتجفت مريم و بلعت ريقها بتوجس لحضوره و رؤية إبتسامته السمجة فضغطت على طرف ثوبها محاولة تمالك مفسها و عدم إظهار خوفها للعيان.

أما عثمان فعندما رآها لاحت إبتسامة ماكرة على وجهه و قال :
- اخيرا بعد المدة الطويلة ديه شوفناكي ازيك يا بنت عمي ؟

مد يده ليصافحها ففوجئ بعمار ينتصب واقفا و يصافحه مكانها :
- أهلا و سهلا.

توتر الجو و إنتشرت الشحنات السلبية في الوسط لتحمحم سمية و تضحك بإرتباك :
- مريم بنتي خدي جوزك على أوضتك وانا شويا و هنادي عليكم عشان الغدا.
- حاضر.

ذهبت مع زوجها الى غرفتها بينما أخذت سمية إبنها الى المطبخ و همست محذرة :
- بقولك ايه البنت جاية تطمن على عمها و تمشي انا مش عاوزة اشوفك بتعمل مشاكل ولا تحاول تقرب عليها مفهوم جوزها مش سهل وممكن يقتلك لو فهم سر الإبتسامة اللي على وشك.

قلب عينيه بتملل :
- عملت ايه يا أمي انا لسه داخل اساسا.

- اخرس فاكرني مش فاهمة انت ليه اصريت تتصل عليها بنفسك و دلوقتي جاي من غير مراتك .... كن و أقعد و خلي اليوم يعدي على خير.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now