الفصل الخمسون ( الجزء الأول ) : فتيلة النار.

1.1K 66 4
                                    


" كل ما فيه كان يركض نحوها لكنه - للعجب -
نجح في أن يبقي جسده واقفا مكانه "
#نرمين_نحمد_الله#من_بعيد قوس قزح

رددت كلمات الرسالة بين شفتيها بصدمة صعقتها و أربكت خلاياها  خاصة ان هذه الفتاة المدعوة ريماس هي نفسها التي تحدث معها على الهاتف تلك الليلة و أخبرها بأنه محتاج اليها بعدما اعترفت له هي بمسألة الجنين ،  فتصلبت عيناها على الشاشة وقد شعرت بوخز مؤلم بقلبها أدى الى تأوهها بخفوت قبل أن تستدير ناحيته و تدنو منه متحدثة :
- كأنك واخد مني موقف ومن غير سبب كمان.

همهم عمار بينما ينظر من الشباك الزجاجي :
- موقف ؟ اشمعنا.

- بحسك متغير معايا من ساعة لما عرفت بموضوع السم.
- مش ده اللي كنتي عايزاه اني مقربش منك ولا اضايقك تمام انا بعيد عنك اهو عايزة ايه تاني.

رد عليها ببلادة أشعلت نار الغيظ بداخلها و كتبت لها سيناريوهات لعمار وهو يقرر الارتباط بأخرى بسبب غضبه منها فأردفت بتنعت :
- بس انت متعصب مني لاني كنت متهماك بقتل ابني ... مش راضي تبص في عينيا حتى و عماله اسحب منك الكلام بالعافية.

ضغط عمار على يده وقد أظلمت عيناه فجأة لأن كلماتها ذكرته بالتفاصيل عن مسألة اتهامها له بكل وقاحة فنفث الهواء من فمه مغمغما :
- انا مشغول تقدري تتفضلي دلوقتي.

هزت مريم رأسها رافضة و صممت على محادثته لذلك امسكت ذراعه و ادارته نحوها مرددة بعنفوان جريح :
- هو انت ليه بتحاول تقلب كل حاجة عليا و ترجعني انا الغلطانة ؟ تمام انا ممكن اكون معملتش خطوة صحيحة لما خبيت عنك بس متنساش اني كنت لوحدي و خايفة خاصة بعدما قولتلي انك هتلاقي حل لمشكلة الحمل بعدها ابني مات و انت ارتبطت ببنت عمك و دلوقتي في واحدة.....

حدجها عمار بدهشة وهو يناظرها بغير تصديق كأنها مخلوق فضائي ثم قاطعها قبل أن ينتبه لمقصدها من جملتها الاخيرة :
- لسه بتلقي اللوم غليا و بتتهميني عشان تطلعي نفسك بريئة انتي ازاي عايشة بالنرجسية و الغرور ده ازاي كنتي راسمة عليا دور الغلبانة و مقدرتش اكشف حقيقتك من كل عقلك بتقوليلي ببساطة انك شكيتي فيا عشان رفضت حملك في البداية وبعدها خطبت واحدة تانية بعد مراتي ماهربت ؟

- ايوة شكيت و اي واحدة مكاني ...
بررت مدافعة عن نفسها فتمتم بداخله " لا تزال تنكر اخطاءها " ، ثم اقترب منها في لحظة و قبض على ذراعيها ساحبا إياه نحوه و صارخا بنبرة قوية :
- اخرسي فاهمة اخرسي و بطلي تدافعي عن نفسك مريم انتي مدركة عملتي ايه و ايه اللي ضيعتيه مننا بسبب حقدك ؟
وبكل وقاحة لسه بتقولي شكيت فيك طيب سيبك من قصة رفضي للحمل فهميني انا عملتلك ايه من يوم ما ارتبطنا يخليكي تفتكري اني ممكن اؤذي طفل لسه متولدش !

صحيح علاقتنا كانت متوترة جدا في اخر فترة بس متقدرش تنكري اني كنت بعاملك بهدوء و حنان دايما و عمري مافكرت اؤذيكي ب ايديا ولا بلساني ولو ده حصل فكان بسبب غضب لحظي وكنت برجع اعوضك عنه.
وانتي عملتي ايه هربتي من غير ماتسمعيني و احتميتي بعمك اللي مقدرش يمنع ابنه من التحرش بيكي و بخالتك اللي فضلت سنين طويلة بعيدة عنك.
هو انا كنت وحش وواطي للدرجة ديه ؟ لسه لحد دلوقتي مش مستوعب ازاي فكرتي فيا بالطريقة البشعة ديه حسستيني وكأني واحد ...

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now