الفصل الثالث والستون : بوصلة ذات إتجاه واحد

1K 56 2
                                    

الفصل الثالث والستون : بوصلة ذات إتجاه واحد
____________________
الصدمة ، الذهول و الغيرة ، كل هذه الأحاسيس تكالبت عليها في تلك اللحظة وهي ترى زوجها يعانق امرأة أخرى بود و كأنها حبيبته و يضحك معها أيضا ، لقد جاءت مع صديقتها و زميلاتها في العمل لإحدى المطاعم ثم جلسن في الحديقة لكي يرفهن عن أنفسهن ولكنها لم تتوقع بأن سترى زوجها في هذه الوضعية ... و مع إمرأة جميلة بعينين ساحرتين !

شعرت بنفسها يضيق و النار تندلع من داخلها و أحست بالخيانة و الإهانة الشديدة خاصة أنها أمام زميلاتها اللواتي لا يفوتن فرصة للإستهانة بغيرهن لذلك قررت كبت دواخلها مؤقتا لئلا تعطي لإحداهن فرصة الاستمتاع على حسابها فعادت ترسم الجمود على وجهها و اِستدارت تسير بأناقة ناحية الفتيات وهي تردد :
-  Girls مش يلا بقى نمشي.

همهمت واحدة منهن متسائلة بمكر :
- ليه ما احنا قاعدين.

ابتسمت مريم و قالت :
- صراحة اختيارك للمكان ده معجبنيش ممل اوي انا عاملة program أحلى و عازماكم ع مكان افضل من ده بكتير و متقلقيش هخلي المصاريف ع حسابي.
- ايه سر الكرم ده كله.

- مش انا كسبتكم في اخر مهمة و مستر يوسف كافأني قدامكم اعتبروها احتفال صغير.
أجابتهم بثقة و نظرت لهالة التي رمقتها بذهول ممتزج بالإعجاب ثم للفتيات اللواتي حدجنها بخنق أخفينه سريعا ليغادرن أخيرا ، ولم تغفل مريم في هذه الأثناء عن رشق عمار بنظرة غاضبة متوعدة ...

عادت مريم من شرودها و تذكرها لأحداث صباح اليوم فزفرت بعصبية و أسندت يداها على شرفة غرفتها مهمهمة :
- ديه تاني مرة اشوفه بيحضن واحدة في مكان عام من غير كسوف لسه امبارح كان معايا و قضى الليل بطوله وهو بيقولي بحبك و بموت فيكي ... حب ايه ده وانت مش عاتق أنثى معدية من قدامك.

ضربت قدمها على الأرض كاتمة صرخة لو خرجت منها لأجفلت الطيور المزقزقة فرحا بفصل الربيع لتسمع بعد دقائق صوت الباب يفتح و يظهر عمار من خلفها مغمغما :
- انا كام مرة قولتلك تردي عليا لما اتصل بيكي.

لم يجد جوابا منها فإقترب و لفها ناحيته متهدجا :
- مريم !

أزاحت يده عنها و دخلت لغرفتها هاتفة ببرود :
- محبتش أعطلك عن أشغالك وانا كمان كنت مشغولة مش هفضل فاضية و مستنياك تتصل يعني.

اندهش عمار من رد فعلها المفاجئ بعدما توقع أن تتهجم عليه في الحديقة أو تصرخ و تبكي متهمة إياه بالخيانة غير أنه لم يتوقع هدوءها و برودها هذا ، فزم شفته بغيظ و اقترب منها مرددا بجدية :
- انا عارف انتي بتفكري ف ايه دلوقتي بس صدقيني انتي فاهمة غلط و الموضوع ا...
- مبيهمنيش انا تعبانة و عايزة ارتاح فياريت تمشي.

زفر عمار و غمغم محذرا :
- مريم بقولك انا ...

في هذه اللحظة فقدت أعصابها فنظرت اليه بحدة صارخة :
- انت ايه ها انت ايه و هتقول ايه يبررلي المنظر اللي شوفته ديه المرة الكام يا عمار اللي بتحطني فيها فموقف محرج ! و جاي متنرفز وكمان و بتعاتبني عشان مردتش علي مكالماتك انت مجنون !

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن