الفصل التاسع عشر : نزاع للعيش.

1.4K 83 8
                                    

يرجى التفاعل على الفصل قبل قراءته عشان يوصل لأكبر عدد ممكن ، قراءة ممتعة.

" أكان ذنب المرأة أنها صادقة فصدقت ، و أنها مخلصة فأخلصت ، و أنها رقيقة فلانت
و أنها محسنة فرحمت ، و أنها سليمة القلب فإنخدعت ! " # الرافعي

ضمت وجهه بين يديه و عند عدم تمنعه اقتربت منه أكثر و في لحظة مجنونة حطت بشفتيها على خاصته تقبله بنعومة مستسلمة لرغبتها !!
مرت ثوان يحاول فيها عمار إستيعاب ما حدث ولم ينتبه لكونه يستجيب لقبلتها فضم خصرها بين ذراعيه يبادلها لكن عند إدراكه أن التي أمامه ليست مريم بل هي إبنة عمه الصغرى انتفض يدفعها بعيدا عنه و يقف صارخا بلهاث :
- ندى ايه اللي عملتيه ده !!

شهقت عائدة للخلف بخطوات مرتجفة و ذهول من فعلتها الصادمة و ردة فعله فهو قد إستجاب لقربها للتو لكن خزيها و حرجها من نفسها كانا أكبر من تحليل ردة فعله فهمست بحروف متقطعة :
- مش قصدي .... انا معرفتش عملت كده ازاي ... عمار ااا انا ...

رمقها بعصبية و أدار ظهره لها فتحركت و غادرت الغرفة مسرعة تاركة إياها يضغط على رأسه و يكلم نفسه بصدمة :
- ايه اللي انا عملته ده .... ازاي ... عقلي كان فين ازاي اتخيلتها مريم و اتفاعلت معاها ... و ندى ...

تذكر ما حدث فأغمض عيناه يسب نفسه على ضعفه أمامها كيف إنفلتت زمامه و اقترب من إبنة عمه .... المرأة الوحيدة التي ربطته بها علاقة بريئة صافية !
و مريم زوجته .... لقد كان يشك فيها و يتوقع خيانتها له في أي لحظة و الحال أنه هو من فعلها ... كيف سينظر في عينيها مجددا !!

زفر عمار وقد إحتقن وجهه من الإنفعال فضرب الحائط بقبضته هامسا :
- ده مش غلطي ... انا مش فوعيي و ندى اللي قربت مني ... هي الغلطانة مش أنا بس مريم ...

دخل إلى الحمام و نثر بعض قطرات المياه على وجهه ثم خرج ضاغطا على شفته بعنف خاصة عندما سمع زوجة والده تناديه من أجل تناول فطور الصباح لكنه أخبرها دون فتح الباب لها أنه لا يريد تناول شيء فتركته على راحته ....

________________
في نفس الوقت.

إعتدلت في جلستها على الأريكة في الصالة وهي تتأمل بوكس الشوكولاطة التي وصلتها منذ نصف ساعة مع رجل زوجها ، و أخبرها أن السيد عمار طلب منه إختيار هذه الهدية بعناية و تزيينها مع الحرص على جلب كل الأنواع المفضلة لديها.

تنهدت و إستندت بوجهها على يدها تحدي في خاتم يدها بمرارة ، مريم لم تعد تفهم عمار ولا تفهم تصرفاته أبدا ، من جهة يمارس عليها الترهيب النفسي و يؤذيها بكلامه و من جهة أخرى يحضر لها هدايا و يطبخ لها و يعتني بصحتها عندما تتعب ...
لم تعد تعرف ماهية حقيقته ولا نواياه ، لكن ما هي متأكدة منه أن عمار له جانب غير الجانب " الراقي" الذي يختص به ، طرف يخفيه عن الناس و يظهر فقط عندما يعرف أن كلامه لا يُنفذ و أوامره تُعصى !!

نـيـران الـغـجـريـةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz