الفصل السابع عشر : نوبة أشد

1.6K 76 3
                                    


الفصل السابع عشر : نوبة أشد.
___________________
" يحدث أن تموت ، و أنت حي ترزق "

لم تتوقع في حياتها أن تتعرض لهذا الموقف منه ، بينما كان يحتجز رأسها بين يديه و يرشقها بتلك النظرات الملتهبة كسعير النار رغم زيتونيتاه اللتان أظلمتا كانت هي تعيش أكثر لحظاتها رعبا.

إستطاعت مريم رؤية الجنون و التهديد بوضوح في عينيه ، اللمعة التي تنضح من حدقتيه الآن هي نفسها التي ظهرت عليه يوم كاد يخنقها ثم فقد وعيه.

ليس الغريب أنه غضب عندما ذكرت بأنها ستجد رجلا غيره ، فأي شخص مكانه كان سيفعل الشيء ذاته.
و لكن الغريب هي إبتسامته التي شقت وجهه المحتقن ، كان مخيفا ، مرعبا ، و غامضا.

و اللعنة ألف مرة فهي للتو إستوعبت أنها تقف أمام رجل لا تعرف عنه شيئا ، ولا تدرك منه غير اسمه و أفراد عائلته.
كل اللحظات التي بينهما لم تسمح لها بالتعرف على جوانب شخصيته الداخلية !

بينما عمار كان يناظرها بقتامة مسترجعا كل حرف قالته ، الغجرية تهدده بالرحيل و العثور على رجل آخر يرضيها.
تبحث عن أحد غيره يراها و يلمسها و يقبلها فتتدلل هي عليه بكل فجور و تخبر عشيقها أنها تجده أفضل رجل في حياتها.

و ربما ستصبح في المستقبل تأخذ إبنها معها ليرى كم هي امرأة نذلة لا تمت للأخلاق بصلة ، بالتأكيد مريم ستسعد بهذه الأشياء فهي خليفتها ، خليفة أمه و كل امرأة وجدت الحرية !

انتقلت يد عمار إلى وجه مريم يتلمسه بشرود و عقله يقترح عليه عدة طرق للعقاب مصورا له مشاهد لذيذة سيود أن يراها.

ربما يجب عليه الآن صفعها بقوة حتى تتفجر الدماء من أنفها و فمها ، ثم يشد شعرها الجميل و يقطعه بين يديه.
كلا ، هذا تصرف شنيع و همجي لا يليق برجل مثله ، سوف يبدو مثل منحرف من الشارع قطع طريق فتاة و همَّ بالتهجم عليها.

حسنا هل يأخذها إلى سريره الآن و يقيدها مثل أي فاسقة و يشبعها ضربا ثم يحصل على ما يريده منها بالقوة لكي تدرك جيدا بأنها متزوجة به.

كلا ، هذا أيضا إقتراح فاشل فعمار ليس مغتصب ، و لن يرضى بتقييد يديها الجميلتين و تعنيفها ...
هي حامل و ربما يؤدي هذا إلى نزيف حاد وهو لا يكره في هذه الدنيا أكثر من الدماء ، كما أن تصرفا أخرق مثل هذا لا يليق بإبن عائلة راقية مثله.

اذا هل يطبق عمار على رقبتها و يخنقها ؟
ربما سيكون القتل خنقا أكثر رُقيا من الضرب و الإعتداء إلا أنه هذه المرة سيتأكد من أنه لن يفقد وعيه ، فهو سيواصل الخنق حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة.
لكن ان فعل عمار هذا ستتأكد مريم من أنه حقا حاول قتلها المرة الماضية و بأن إغماءه كان لحسن حظها فقط ، ستقول عنه كاذب ، وهو لا يحب صفة الكذب.
سيبدو سيئا في عينيها إذا عرفت مريم بأنه حاول قتلها سابقا و سوف تحزن ، مهلا ، كيف ستحزن وهي في الأساس ستكون ميتة !

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now