الفصل الواحد و الأربعون : معرفة مسبقة.

1.2K 69 3
                                    

كالعادة تعبت في كتابة الفصل بس قدرت انزله حتى لو نتأخر ، قراءة ممتعة

الفصل الواحد و الأربعون : معرفة مسبقة.
_________________
" لمحت الثقب في سفينتك منذ اليوم الأول للحكاية لكنني غامرت بالإبحار معك ...
ظنا مني أن الحب يصنع المعجزات " # مقتبس
- حتى لو أفكاري اتجاهك غلط و ظلمتك بإدعاءاتي بس مفيش حاجة هتتغير لاني مستحيل انسى دموعي و زعلي وقلة القيمة اللي حسيت بيهم من ساعة ما اتجوزتك انت فاهم !
احنا مبقيناش ننفع لبعض يا عمار !

جملة ألقتها على مسامعه لكن تأثيرها طال قلبه ، العضو النابض بداخله و الذي شعر بأنه سينفجر في أي لحظة من شدة سرعة دقاته المجنونة !
و في الحقيقة هي لم تكن تكذب ، كل ما قالته منطقي و صحيح إنهما لا ينفعان بعضهما البعض فهي تحمل من الكره و الحقد الكثير أما هو فماضيه لن يجعله يعيش حاضره و مستقبله ، و لكن كونها تواجهه بهذه الحقائق و تعري دواخله و تكشف عن أفكاره فهذا أمر لم يكن يتوقعه أبدا !

هز عمار رأسه مستنشقا الهواء بصعوبة ثم تركها و ذهب ناحية باب الشقة كي يغادر ، إلا أنه توقف عند طاولة الزينة الصغيرة القابعة في الجانب ، و استند بيديه عليها لاهثا حمما من سعير ، سيجن !

و جنونه هذا سيحرقها قبل أن يحرقه.
كما لو أن الشياطين تلبسته بعدما اتهمته بالخيانة ووصفته بالمريض الذي يظن السوء بجميع الناس هذا لأنه سيء ، ولكنها لا تعلم ...
لا تعلم أن حياته لم تكن لِتُخرج رجلا سويا يثق في غيره.

أم خائنة و أب مهمل ، عم و زوجة عم يريانه كورقة اليانصيب التي ستدر عليهما مالا وفيرا ، و مجتمع هو ملزم بتقديسه و اِتباع تقاليده لكي يظل الرجل المتحضر دائما ، زوجة كشرت عن أنيابها و بدأت تهاجمه بضراوة و الآن اكتشافه لمجهول يراقبه و يخطط ضده !

لم يطق عمار حرقة اللهيب الأخضر الذي رآه يشتعل كالجذى في اِنعكاس المرآة فالتقط زجاجة من زجاجات العطور المرصوصة على الطاولة بعناية و قذفها بها حتى تهشمت ...

و رافق صوت التهشم شهقتها المنصدمة وهي تراه يكسر المرآة بجنون فجر الدماء من باطن يده التي دخلت بها قطعة زجاج من العطر حين رماه بدون أن يفكر مرتين.
وضعت مريم يداها على فمها بذعر نال منها و تراجعت الى الخلف بتلقائية عندما وجدته يحيد برأسه نحوها و يرمقها بتلك النظرات المخيفة ، مظهره في هذه اللحظة قادر على إخافة الحجر حتى !

و لكن شعور بداخلها أخبرها بأنه لن يفرط بها و يؤذيها ، و بقدر ماكان ذلك الشعور مطمئنا إلا أنه آلمها حقا لأن هذا الرجل الذي تقول عنه لن يصيبها بضرر ... هو نفسه الذي عاشت الأشهر الماضية تتغذى على كرهه لأنه قتل طفلها !
وجدت مريم نفسها تتأمل الفوضى المروعة ثم تدنو خطوات بسيطة منه ، غير أن عمار عاكسها عندما اقتلع الباب فاتحا اياه بعنف ليغادر تاركا إياها بمفردها بعدما نادت بإسمه لكنه لم يجبها ...

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now