الفصل الستون ( القسم الثاني )

1.2K 64 4
                                    

تفاعل على الفصل ، قراءة

الفصل الستون ( القسم الثاني )
_________________
تكالبت عليه تلك الذكريات فجأة ولكن عقله لم يسعفه على أن يجعلها واضحة و يعلم بها مالذي يعيشه بالضبط.
تظهر الصور جيدا ثم تعود و تتشوش و تبقى الأصوات متداخلة و غير مفهومة ليشعر عمار برأسه يوشك على الإنفجار و رغم ذلك بقي ينظر الى عادل بشكل أثار ريبة الآخر و للحظات أحس بأن إبن أخاه تذكر كل شيء !

لكن الحيرة على وجه عمار أكدت للآخر بأنه ذلك لم يحدث بعد ، فإضطر لإغلاق الموضوع و تراجع الى الخلف مرغما وهو يتمتم :
- ماشي انا هقنع نفسي بأن الموضوع مكنش مستاهل لانك في النهاية اكيد هتحب تكسب الصفقة و زي ما انت قولت ديه غلطتي لاني سبتلك الفرصة.
بس مش هنسى اللي عملته ده.

نظر له بتوعد و غادر المكتي صافقا الباب بقوة فزفر رأفت بغضب منه و التفت موجها كلامه لعمار :
- الواضح ان سكوتي على افعاله من وقت فضيحة الفرح خلاه فاكر ان محدش هيوقف في وشه لو جرب يتجاوز حدوده معاك بس لأ هو غلطان محدش بيقدر يقرب لإبني طول ما انا موجود.

لم يولي الآخر إهتماما كبيرا بما يقوله والده لأنه يستطيع حماية نفسه دون مساعدة أحد ولكن حديثه عن تجاوز الحدود جعله يسأل بنبرة خفيضة :
- هو ... عمي كان بيعاملني ازاي وانا صغير بقصد يعني كان بيزعقلي او حاول يمد ايده عليا قبل كده عشان انا مش فاكر كويس.

تنهد رأفت مجيبا اياه على مضض :
- ايوة بيزعقلك لما تعمل تصرف غلط بس عمره ما مد ايده عليك مكنتش هسمحله اساسا غير ان محدش كان بيتجرأ يضايقك ولو بكلمة في وجود فيروز بس أنا ...

صمت متذكرا بأنه هو نفسه من كان يصرخ عليه في آخر سنوات حياتها و يصب غضبه من إهمال زوجته على ولده الوحيد ، و أدرك عمار ما يفكر به الآخر ولكن إرهاقه لم يسمح له بالكلام أكثر فاِستأذن و ذهب الى غرفته مركزا في خططه التالية.
فجأة واتته رغبة ملحة في رؤية مريم أو سماع صوتها و لكنها ستلاحظ ضيقه من نبرة صوته و تصر على تصريحه بالسبب وهو الآن لا يريد إخبارها عن كشف السر لذلك أخرج هاتفه و دخل لتطبيق الصور و رآها ...

صور لها قبل سنتين عندما كانت نائمة بشعرها الطويل المجعد و تغطي نفسها مظهرة ذراعيها العاريتان فقط ، و أخرى وهي ترتدي فستانها الأحمر و ترفعه لأعلى ركبتيها فتتوضح ساقيها الملتفان حول آلة صنع الفخار و تغني بصوتها العذب ، و أخرى عندما سافر بها لبلد سياحي و سار معها على رمال شاطئ البحر فإلتقطت لهما صور سيلفي ثم صورا وهي تسبح و غيرها من اللقطات التي تعيده الى الماضي ...

كيف كانت مريم لطيفة و مسالمة لا ترفع صوتها أو عيناها في وجوده إلا عندما يأذن لها ، و الآن أصبحت قوية و شجاعة لا تصمت عن حقها رغم أنها إرتكبت الكثير من الأخطاء.
ولكن لا يهم ، فهو يحبها بكل حالاتها ...
__________________
مر الأيام مع محاولات عمار للإطاحة بعمه في سوق الأعمال و الآخر بدأ يهاجمه بنفس الطريقة و رغم تخطيطه لعدة مؤامرات إلا أنا عمار لم يتأثر وقد أخذ حذره التام بعدما اصبح يعلم بهوية عدوه ...

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now