الفصل السابع والخمسون (القسم الثاني)

950 44 3
                                    

تفاعل على الفصل ، قراءة ممتعة
الفصل السابع والخمسون (القسم الثاني)
___________________
" خائفة
  مني ؟
منك ومن نفسي ومن الحب
خائفة أن تخذلني..
و أن أخذلك .. و أن تخذلنا الدنيا " # لحن سيبقى بيننا # نرمين نحمد الله

نفث دخان سيجارته و تابع حركة تطايره في الفراغ أسفل السماء التي بدأت تُخرج من جوفها خيوط الضوء في هذا الوقت من الفجر ثم اطفأها و غادر الشرفة مقتحما الغرفة ليجد مريم مستلقية على السرير بسكون تجذب الغطاء عليها فلا يظهر من جسدها سوى ذراعيها العاريتين وهي تحدق في السقف بشرود ...
تذكر عمار عندما استيقظ من غفوته قبل قليل فوجدها تضع رأسها على صدره العاري وقد شعر بالبلل على بشرته و أدرك أنه بفعل سيل الدموع المتدفق من عينيها لكن حين انتبهت لتحركه مسحت وجهها سريعا و ادعت النوم.

لم يرد هو محاصرتها و إزعاجها فنهض من جانبها و ذهب ليدخن وهاهو الآن يقف مطالعا إياها وهو لا يعلم بما يجب فعله بعد انتهاء ثورة المشاعر هذه ، و كيف عليه التصرف بعدما كسر الحواجز الجسدية بينهما و ترك بقية الأمور عالقة دون حل.
أخرج صدره تنهيدة عميقة و اقترب مستلقيا على الفراش بجوارها ثم مرر يده على وجنتها و شفتيها و شعرها المجعد الذي ازداد طولا فاِبتسمت مريم بخفوت هامسة :
- لسه عندك عادة التدخين كل يوم الفجر.

بادلها الإبتسامة مجيبا :
- في عادات مبتقدريش تبطليها حتى لو عارفة انها بتضرك ... زي الإدمان كده.

وهو بالطبع لم يقصد التدخين بل كان يلمح على المرأة التي لم يستطع الإبتعاد عنها رغم كل مافعلته به ! لف عمار خصلة من شعرها حول اصبعه و شمه مهمهما :
- ريحة شعرك لسه زي ماهي متغيرتش.

ثم همهم بنبرة مثقلة وهو يتلمس عنقها :
- بس انتي اتغيرتي ... زمان مكنتيش بتعيطي وانتي فحضني ... ليه الدموع ديه يا مريم.

و كأنه داس على جرحها فجعل عيناها تخرجان دموعا غزيرة وهي تجيب عليه بتحشرج بدون أن تنظر اليه :
- افتكرت اخر فترة كنا فيها مع بعض ، كنت قررت افاتحك فموضوع اعلان جوازنا و قررت اني مسمحلكش تلمسني تاني لو رفضت تقول للناس انك متجوز.

انقبضت يده و اشتدت على عنقها تلقائيا متذكرا تلك الليلة فشعرت هي ببعض الألم و لكنها لم تعلق أما عمار فتنهد بتجهم مغمغما :
- عايزة تقولي انك ندمانة ع اللي حصل بيننا ده ؟

- مش قصة ندم بس انا مش عارفة ايه اللي هيحصل بعد الليلة ديه و علاقتنا هتمشي ازاي احنا اتصالحنا ولا لسه زي الاول مشاكلنا اتحلت ولا لأ و كمان ...
وضع عمار اصبعه على شفتيها يمنعها من المواصلة فنظرت له ريثما يردف بتقطبية جبينه المحببة :
- انا فاهم قصدك وحتى اني كمان كنت بفكر فنفس الموضوع زيك بس قلت ان التفكير المستمر هيضيع من ايدينا حاجات كتير و انا مبقتش عايز اخسر اكتر من اللي خسرته زمان ... علشان كده سيبي كل حاجة لوقتها.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now