الــفــصــل الأخــيــر : مخاطرة بقدر العشق.

1.6K 77 7
                                    

الــفــصــل الأخــيــر : مخاطرة بقدر العشق.
___________________

"لم أحبك كشخص فقط بل أحببتك كوطن لا اريد الانتماء لغيره" نزار قباني

أسبوعان ... شهر ... 6 أشهر ... سنة !
اِرتكنت لصحبة جدار مكتبها المشترك مع موظفة أخرى وهي تضم كوب القهوة بين يديها بعد أن استجدت راحة فسامرتها لوعة الإشتياق ، تعد بإنطفاء الأيام التي مرت على سفره و تدرك أن غيابه طال عن اللزوم ففقدت الساعات خفتها اللذيذة و أصبحت تنافس الدهر في طغيانه.
تنهدت مريم بإرهاق مفكرة ، هذه السنة كانت طويلة ولكنها لا تنكر بأنها عادت عليها بالفائدة ، قامت بتصفية وجدانها و الإبتعاد عن أية ضغوط تؤثر بها فنجحت في عملها و هاهي الآن قد أصبحت عضوا في فريق المترجمين الأساسي بعد مرور سنة واحدة فقط على تعيينها كموظفة رسمية في الشركة.
عالجت رسوب روحها لتغدو كالمياه الصافية لا تحمل حقدا أو وجعا لكن هذا لم يكفها فهي تحتاجه معها ... تحتاج وجوده.

لتكون صريحة لم ينقطع عنها عمار أبدا فلقد كان يتصل بها بشكل دوري و يطمئن عليها إضافة لمساعدتها و تزويدها بالمعلومات الكافية عندما توكل لها مهمة في الشركة الا في الفترة الأخيرة عندما اصبح لا يتواصل معها بحجة أنه لا يملك الوقت وبالكاد ينتهي من أشغاله في وقت متأخر من الليل لينام سريعا وهي لا بدورها لا تلومه بل تتفهمه و تسانده.
إضافة إلى أنها تتابع أشغاله وقد سمعت البارحة بأن المشروع الذي نفذوه في عاصمة فرنسا لاقى نجاحا كبيرا كما أنها ترى صوره على مواقع التواصل الإجتماعي برفقة العملاء وحقا هي لا تستوعب كيف للإنسان أن يزداد وسامة يوما عن يوم ، كيف أن عيناه الزيتونيتان تطلقان سهاما تصيب القلوب و اِبتسامته الهادئة تجعل الخفقات تتسارع.
ابتسمت مريم فجأة وهي تتذكر أن عمار بات لا يتلامس مع النساء بأريحية كما في السابق حتى تلك البرتقالة الروسية المدعوة ماري التي كانت تعانقه في كل صورة وهو لا يمانع أصبح يبتعد عنها قدر الإمكان في الصور و الله أعلم ان كان يتصرف بنفس الطريقة بعيدا عن الكاميرا !

رن هاتفها فجأة فأجابت سريعا :
- أهلا بالسوبر مامي.

وصلها صوت هالة المتشنج :
- الحقيني يا روما انا انتهيت أيهم مجنني ومش راضي ينام انا مطبقة بقالي يومين.

هلعت وهي تستمع لبداية جملتها لكن عندما أدركت مقصدها تنهدت براحة ثم كتمت ضحكتها و قالت :
- خضتيني والله هو مش أيهم عنده شهر لسه منتظمش في نومه ولا ايه.
- تؤ ماما بتقولي انهم في اول سنة بيبقو كده طب انا هستحمل سنة ازاي بس.
- مجبتيش حد يساعدك ليه.
- انا مش عايزة اجيب دادة لإبني وكمان ماما تعبانة و مرات اخويا مشغولة مع ابنها و وليد صراحة مش مقصر بيساعدني احيانا و بياخد باله من البيبي بس صعب عليا لأنه بيجي ميت من التعب في الشركة و محبتش ازود عليه.

تهدل وجهها بتعاطف و شفقة مواسية إياها ووعدتها بأنها ستحضر إليها في أقرب وقت كي تخفف عنها ثم أغلقت الخط و ذهبت لمكتب يوسف تعطيه إحدى الملفات هاتفة بجدية :
-  مستر يوسف انا خلصت اللي طلبته مني ممكن حضرتك تراجعه وتشوف اذا في adjustment( تعديلات) لازم تتعمل.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now