الفصل الرابع عشر : إهتمام

1.4K 75 6
                                    


"ضيكِ لن يبزغ وسط ظلماتي ...
أنا و أنت نار و ماء متى اِلتقينا فأحدنا سينطفئ و الآخر سيتبخر ...
و بالنهاية إمتزاجنا عدم ! " #ضي يونس

صمت عمار يحدق فيها بذهول و إنفعال ولم يجبها فلوت شفتها بسخرية من عجزه عن نطق كلمة " زوجتي" و إستطردت :
- احنا بقالنا سنتين ونص متجوزين استحملت فيهم العيشة بين أربع حيطان بعد ما كنت مبقعدش في مكان واحد أكتر من ساعتين خبيت نفسي و خبيت هويتي و حقيقة إني مراتك و بشوفك مرة كل شهر ولو حنيت عليا هتجيلي كل أسبوعين انا كنت صابرة بس لحد هنا و كفاية ..... أنا تعبت.

زادت آلام رأسه و شرعت أعضاؤه في الإرتجاف بهستيرية قبل أن يغمغم بصوت قاتم :
- قصدك ايه ؟

أخذت مريم نفسا تنظم به إنفعالاتها ثم ردت عليه بنبرة جدية ، و داخلها يرجو أن لا تُكسر روحها مع نهاية هذه الليلة :
- انا شايفة ان علاقتنا لازم تتوضح و من حقي تبقى حياتي أحسن من كده .... إعلن جوازنا يا عمار !!

دقيقة مرت وهو يطالعها بعدم إستيعاب ، لم يتوقع أبدا أن تواجهه بهذا الموضوع و بمنتهى الجدية التي تقطر من وجهها ، ربما فكر سابقا بحضور لحظة كهذه لكنه لم يحسب حدوثها هذه الليلة نهائيا ، هو حتى لم يفكر في كلمات يشتتها بها و يجعلها تنسى الأمر !

رطب عمار شفتيه ثم هتف مستنكرا :
- إيه اللي بتقوليه ده يا مريم انتي بتجيبي الكلام ده منين بس يلا امشي نامي مش وقته الكلام ده انا همشي دلوقتي.

وقفت أمامه و قالت بقوة :
- مش هنام وانت مش هتتهرب مني كلامي واضح انا بطلب منك تعلن جوازنا و أعيش بقية حياتي معاك وانا مش خايفة حد يشوفنا سوا ، عايزة يكون حق فإني أمسك ايدك قدام الناس و أقولهم ده جوزي .... أنا بستحق تديلي الحق ده أقسم بالله زهقت من العيشة وانا مستخبية.

صمتت تسترد أنفاسها المقطوعة من الإنفعال و عندما وجدته يكاد يتكلم و النيران تندلع من عينيه أوقفته هاتفة بتحجر :
- عمار خد بالك أن أي كلمة فكرت تقولهالي دلوقتي انا مش هنساها وهفضل فاكراها طول عمري ... فلو سمحت كلمني على الأساس ده.

من الصفات الصعبة في مريم أنها إمرأة لا تنسى أي حرف قيل لها ، سواء كانت حروفا تبني كلمات جيدة او سيئة فإنها تضعها بداخل ذاكرتها و تقفل عليها ولو مرت سنين عليها.
و لعل هذا أكثر ما جعل مريم تبقى متعلقة بعمار فهو منذ زواجهم لم يوجه كلمة مهينة لها ربما كان يعاملها ببرود ولكنه لم لم يجرحها بلسانه.
إلا أنها هذه المرة خائفة ... مرتعبة من سماع شيء يحطم قلبها و يجعلها تجافيه و تحقد عليه !

أما عمار فدلك عنقه بعشوائية وهو يتنفس بصعوبة محاولا الحفاظ على نظافة لسانه قدر الإمكان و التفاهم معها بهدوء فقال :
- مريم أنا مضحكتش عليكي ولا خبيت عنكم حاجة انا من أول لما جيت اتقدملك فهمتك و فهمت عيلتك انك هتكوني زوجة ليا في السر و انتو وافقتو عمك قال انك معنديش مشكلة تعيشي معايا بالطريقة ديه أنا مغصبتكيش !!

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now