الفصل الخامس و الأربعون ( القسم الأول ) : مواجهة الماضي.

1K 60 1
                                    


_______________
***قبل 3 ساعات.
كانت منغمسة في الملف الذي سلموه اليها و تعمل عليه بتدقيق لدرجة لم تلاحظ أنها قضت وقتا إضافيا زيادة عن اللزوم ، حتى اقتربت منها إحدى المتدربات و قالت لها :
- مريم الوقت اتأخر واحنا مروحين مش هتجي معانا ؟
- لا مقدرش أنا لسه مخلصتش.
- طيب سيب ال file ده لبكره و ابقي اطلبي المساعدة من الاستاذ يوسف لو مقدرتيش عليه.

فكرت مريم بأنها بالفعل وجدت الملف يحمل نقاط كثيرة لم يتطرقوا اليها بعد على عكس بقية المتدربين اللذين أعطوهم مهام سهلة ولكن لا بأس فهي تحمست لإنجازه رغم صعوبته كما أنها لا تستطيع الافصاح عن عجزها لأنها لا تريد لأحد ان يسخر منها خاصة السيد عادل الذي بدى و كأنه يتحداها عندما سلمها الملف.
لذلك نظرت لزميلتها و نفت برأسها :
- مفيش مشكلة هفضل هنا و اعمله لوحدي من غير مساعدة كده احسن.
- اوك براحتك Good luck.

انضمت الفتاة الى المجموعة التي كانت تتهامس على مريم حيث علقت إحداهم بسخرية :
- مغرورة اوي و شايفة نفسها قال ايه مش محتاجة مساعدة ع اساس انضمامها للميتينج النهارده كان بمجهودها مش لان عمار بيه طلب من المستر يوسف يدخلها ... لولاه مكنتش حلمت تدخل للشركة ديه اصلا.
- البنات اللي زيها بيشتغلو بالطريقة ديه علشان يوصلو للي عايزينه مش شايفينها بتقعد تسبل لعمار بيه و يوسف بيه ع طول علشان تكسب رضاهم ...

تعمدوا التحدث بصوت مسموع لكي يصل اليها و بالفعل تناهت كلماتهم لمريم التي كادت تنهض لتقطع ألسنتهم و لكنها هدأت نفسها سريعا و حاولت تجاهلهم حتى لا تعطيهم فرصة لمضايقتها متى ما أرادوا.
غادر الجميع و بقيت هي بمفردها مع الملف حتى بدأ جسدها يفقد طاقته بسبب الإرهاق و عدم تناول شيء منذ الصباح اضافة للأبواب المغلقة التي تشعرها بالإختناق.
و لكن اصرارها على إنجاز عملها جعلها تعاند نفسها و ترفض الذهاب لأي مكان قبل انهائه فظلت جالسة على طاولتها وهي تشتغل دون توقف.

إلا أنها مع مرور الوقت زاد تعبها فذهبت الى ماكينة القهوة لتصنع واحدة أخرى تمكنها من التركيز ، و بمجرد جلوسها مجددا تفاجأت بكيس يوضع أمامها فرفعت رأسها و تمتمت بدهشة عند رؤيته :
- مستر يوسف !

ابتسم لها و قال :
- كان عندي شغل لسه مخلصتوش و جيت علشانه بس عرفت انك لسه قاعدة هنا لوحدك ففكرت اجبلك اكل معايا.

- مكنش في داعي انا قربت اخلص اصلا.
هتفت مشيرة للملف الذي بيدها ثم شكرته و تابعت حتى سقط القلم من يدها وهي تضعها على رأسها متأوهة بتعب ، انتبه لها يوسف فاِقترب منها بحذر :
- فيه ايه يا مريم Are you okay ؟

همهمت مريم وهي تشعر بأطرافها تتعرق اضافة لدوار رأسها :
- ايوة انا بخير بس حسيت بشوية تعب مش اكتر d'ont worry.
- ده علشان تعبتي نفسك زيادة ع اللزوم و مش راضية تاكلي كمان ... يلا قومي كفاية كده.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now