الفصل الخمسون ( القسم الثاني ) : خبث بريء.

1K 58 0
                                    


- تمام انت متأكد عمك مشافكش وانت بتحطه ؟

رد عليه بجزم :
- ايوة متأكد كنت حريص اخليه يبص في وشي و مياخدش باله من ايدي وهي بتركب الجهاز تحت مكتبه ، اساسا مكنتش هعمل كده بس في اخر فترة بقيت اشك في اي حد مع ان احتمال انه يكون عمي متواطئ في قتل ابني صغير جدا بس على الاقل هقطع الشك باليقين.

دخل الى غرفة مكتبه وهو يتحدث متذكرا أنه حرص على تركيب جهاز تنصت حتى في غرفة والده ، و بالمقابل كان عمار قد أخذ جميع احتياطاته في السابق عندما غير هاتفه و سيارته و مستلزماته و تأكد من أن غرفته هنا و في القصر تخلو من أجهزة التنصت و المراقبة و مازال حريصا على الفرز كل فترة كي يتجنب الأخطاء التي وقع بها سابقا.

تنهد عمار و نهض ذاهبا الى وليد الذي وجده جالسا مع يوسف فأخذ لنفسه مكانا بجانبه و قال :
- اهلا باللي كان هيوديني فداهية النهارده لولا تراجع في اخر لحظة.

نظر له وليد بطرف عينه و علق :
- مع انك مبتستاهلش.

رفع حاجبه و سأله بجدية :
- يعني بجد كنت ناوي تصوت ضدي صح ... مش شايف ان مواقفك ديه اوفر شويا

زفر ووضع القلم من يده مرددا بطريقة مباشرة :
- لا مش اوفر بس انت مش واخد بالك من تصرفاتك في اخر فترة فين عمار اللي كان بيسهر الليل عشان مشروع هو مسؤول عنه و اجتماعاته مبتخلصش و كل شهر يجيب زباين جدد دلوقتي انت بقيت واحد مش عارف هو بيعمل ايه سرحان على طول و بيجري ورا واحدة أذته و سببتله مشاكل تمام انا عارف انك بتحبها بس انك تدمر نفسك بسببها ده هيبقى قمة في الغباء لان اللي اسمها مريم دخلت الشركة عشان تحولك للشخص ده و نجحت فعلا.

جز عمار على أسنانه و عقد حاجباه بغضب فقام و جذب وليد من ياقة سترته مهمهما بتهديد :
- ايه يالا اللي بتقوله ده انت اتجننن هو مين الغبي اللي بتتكلم عليه.

حدق فيهما يوسف بتوجس و حذر و عاد الى الخلف بإحتياط في حال ما إن تشاجرا بينما قال الآخر بدهشة :
- يعني من كل كلامي انت سمعت اللي عايز تسمعه وخلاص بقولك ايه سيبني و الا والله هفرمك.

- تعالالي يا روح خالتك.
هتف عمار وهو يضربه برأسه بعنف فاِرتد وليد الى الوراء بألم قبل أن يعود و يلكمه في وجهه ، انتفض يوسف و التقط جهاز التحكم لكي ينزل الستائر فلا يراهم أحد من الخارج ثم ردد بهلع :
- انتو بتعملو ايه اهدو شويا. 

بعد دقائق كان عمار يرمي قارورة الماء البلاستيكية لصديقه قال بألم وهو يرتب شعره المشعث :
- مش فاهم ليه العنف ده كله يعني كأنك جاي من الشارع.

تهكم وليد و أشار الى شفته التي نزفت مهمهما :
- لا وانت متحضر اوي بص شوف عملت فيا ايه الاول.

صدر تأوه مكتوم فجأة فاِلتفت الإثنان ليجدا يوسف الذي اصابته ضرباتهما وهو يدلك رأسه هاتفا :
- انتو منكم لله بقالي ساعة بحاول ابعدكم عن بعض و في الاخر تجي الضربة فيا انا ... Savages! 

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now