الفصل السادس والثلاثون : لطف مزيف.

1.2K 66 2
                                    

تفاعل على البارت ، قراءة ممتعة
الفصل السادس والثلاثون : لطف مزيف.
_________________
تمر الحياة بتقلبات عديدة.
بعضها تجعل الإنسان يتكيف مع تغيراتها و يتقبلها ...
و بعضها لا يتقبلها فيسعى إلى تدويرها لصالحه بالقوة ...
و بين هذا و ذاك تضيع الروح مشتتة بين العقل و القلب ، الكبرياء و الإنكسار ، الثقة و الخيانة ...
فتصبح هذه الروح قاسية ، مؤذية يمتد أذاها لنفسها حتى ، ولا سبيل لمعرفة أين الصحيح من الخطأ !!

أنهت جلسة تزيينها و نظرت إلى المرآة فشقت ابتسامة الزهو وجهها مطالعة إياه بغرور لا يليق إلا بها ، هي إبنة عائلة البحيري التي يتغنى الناس بحسنها و دلالها فكيف لا تغتر بجمالها الذي فتن الجميع ... عداه هو.
انطفأت ابتسامتها فجأة عند هذه الخاطرة و غلفت عيناها غشاوة من الحزن و لكنها افاقت نفسها سريعا و ركزت على هدفها ، لن تجعل مزاجها يفسد هذا اليوم هي ذاهبة لمواجهة غريمتها لذلك لا يجب أن تبدو عليها أي لمحة من الضعف.

نهضت تضع قلادتها الألماس التي ستبدو رائعة على هذا الفستان ثم نثرت العطر على مواقع النبض لديها داعبت شعرها الحريري قبل أن يأتيها صوت والدتها التي دخلت لغرفتها و سألتها :
- انتي رايحة لمكان يا حبيبتي.

ردت عليها بنبرة عادية وهي تلتقط حقيبتها :
- ايوة انا رايحة للشركة.

اضمحلت ابتسامة فريال التي ظهرت على محياها عند إعتقادها بأن ندى ستخرج مع رفاقها ، و جعدت حاجبيها هاتفة :
- اشمعنا النهارده يعني.

- جه ع بالي اشوف شركتنا يا مامي ايه ممنوع !

ازدادت حيرتها من حالتها ولكنها نفت على أي حال ، ألقت ندى نظرة أخيرة على نفسها و نزلت إلى الأسفل فقابلت شقيقتها منال التي قالت بإمتعاض :
- برضو مصممة تعملي اللي في بالك ... انتي فاكرة لو جهزتي نفسك كده و روحتي قابلتي مريم و سمعتيها كام كلمة هتخليها تطلع من الشركة يعني.

ضحكت ندى بخفوت و أجابتها :
- My beautiful sister ، انا مش رايحة اتخانق مع البربرية ديه ولا اعمل معاها مشاكل كل اللي عايزاه اني اوريها قد ايه هي أقل مني تقف قدامي و تعمل مقارنة بيننا ، عايزة اشوف الست اللي اتجرأت على عيلتنا.

و مواجهة المرأة التي سحرت عمار لسنين طويلة و أغلقت عيناه عن باقي النساء ، كتمت ندى هذه الجملة بداخلها ثم أرسلت قبلة لمنال في الهواء وودعتها قائلة :
-  See you soon.

ركبت السيارة الفارهة مع السائق و بعد مدة وصلت لوجهتها ، ترجلت و طالعت المبنى الشاهق ثم سارت بخيلاء و دخلت وهي تستمع لترحيبات كل من يقابلها ، بالطبع لم تخفى عن النظرات التي تلقتها من طرفهم و قد تنوعت بين الإنبهار و الدهشة من حضورهة و الترقب و السخرية ...
لكنها تجاهلتها عمدا لتريهم أن ندى البحيري لم تسقط بعد تلك الفضيحة ، مازالت شامخة تعلو بشأنها عن البقية و ستبقى هكذا.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن