الفصل الثاني والثلاثون

1.1K 56 1
                                    

تفاعل على البارت عشان نستمر ، قراءة ممتعة

الفصل الثاني والثلاثون : بين الحب و الهوس.
________________
أسدل الليل ستاره ... وارتمى القمر في أحضان السماء يبثها حديث الشوق والحنين ...

وتلألأت نجوم السماء تباهي ساكني الأرض وتحملهم على مجاراتها في العلو واللمعان..

خيم الظلام وبدأت الأفكار تلو الأفكار و تعلو في رؤوس البشر .. حياتهم رتبة يملؤها التزمت .. يحملون الغد والمستقبل وهو لم يأت بعد !!

و منهم تلك التي وقفت على ضفة نهر النيل تراقب بعينيها الخضراوتين أضواء المدينة المنعكسة على مياهه ، بعد تجولها مع ابن عمها الذي أخذها لأحب الأماكن لديها و أدخلها إلى مطعمها المفضل رغم أنه لم يحبه يوما.
تسربل برموشها و ترسم مشاهد في مخيلتها لعمار وهو يطلب الصفح منها ، ثم يعرض عليها الزواج و السفر بعدها الى مكان بعيد ...
حيث لا وجود للغجرية و قصصها ، حينها يمكن أن تختفي تلك اللمعة التي تظهر في عيني عمار المتوهجتين كلما تم ذكر سيرتها ، فتعيش برفقته ، و تعود ندى البحيري التي تجعل نساء و فتيات طبقتها تشتعلن حقدا و غيرة كلما مرت من جانبهن بخيلائها المعتاد.

تنهدت ندى بحسرة بددها حضور عمار الذي ذهب ليركن سيارته و يعود إليها ، ابتسم لها فبادلته بأخرى منطفئة و عادت تنظر إلى المياه منتظرة ما كان سيقوله لها صباح اليوم.
جاء ببالها عدة تصورات للحديث القادم ، غير أنها لم تكن تتوقع ماهيته حينما بدأ بالكلام في هدوء :
- كنا لسه راجعين انا و انتي من ايطاليا ، يومها اتصل بيا مدير جامعة **** اللي بيبقى صاحب أبويا و عزمني ل graduation party ( حفل التخرج ) ، و هناك انا شوفتها.

ضغطت بأصابعها على باطن يدها بعنف حتى كادت تدمي نفسها ، و رغم شعورها بالعصبية من التكلم عنها إلا أنها لم تستطع منع فضولها من رغبته في اكتشاف تفاصيل تعرف ابن عمها على تلك تلك الغجرية التي دمرت حياتها ، فصمتت و انتظرته أن يكمل.

انتشل عمار نفسه من نشوة الذكرى التي غرق بها حينما زارت خياله بهيأتها البربرية ليتابع :
- مش هكدب عليكي ، أنا اعجبت بمريم و بكل تفصيلة منها و اتجوزتها ، مكنش ينفع العيلة تعرف بجوازي لانها مستحيل تتقبلها علشان كده انا خبيت علاقتنا ، و بعدين عرفت انها حامل.

نجح في الحياز على كامل انتباهها لتنظر اليه بدهشة لم تخفيها و تشدقت بتفاجؤ :
- حامل !

- في اليوم اللي انتي قربتي مني فيه و بوسنا بعض.
تمتم بهدوء وهو يلاحظ شحوبها فأكمل قبل أن تظن بأنه يلومها :
- مريم اتصلت بيا بعدها بفترة وانا مردتش عليها و رجع البواب اتصل بيا و قال انه سمع مراتي بتصوت و تعيط ، روحتلها جري عشان اعرف ايه اللي حصل و في الاخر لقيتها غرقانة في دمها ، مريم سقطت.

شهقت ندى بخفة و وضعت يدها على فمها بمجرد تخيل ما حدث ، رغم كرهها الكبير للمرأة إلا أن لا أحد يستحق أن يعيش ألم موت طفله.
خاصة عمار الذي وجدته يغلق عيناه بقوة و أنفاسه تتسارع كمن يعيش ذلك الألم مرة أخرى ، و صمتت بينما يردف بصوت متهدج :
- لما وديتها للمستشفى و عرفتها باللي حصل اتفاجأت بأنها اختفت ... قلبت المكان و انا بدور عليها بس ملقتهاش كلفت رجالتي يدورو عليها و للصدفة كل طريق بيوصلني لمكان كان بيتقفل فجأة في وشي لحد ما استسلمت و اتقبلت غيابها ، و غيبتها استمرت سنة ونص و رجعت ظهرت تاني و الباقي انتي عارفاه كويس.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now