جزء 2 من الفصل 43

1.1K 63 1
                                    

الفصل الثالث و الأربعون ( الجزء الثاني ) : خطوة جريئة.
_________________
" نحن لا نقرر التغير فجأة اتجاه أحدهم ...
المشاعر عملية تراكمية ... إهمالهم ، صمتهم ، جبنهم ، تجاهلهم ، جميعها تسقط بدواخلنا ، وعندما تحين اللقطة التي لم نتوقع أن تحين ...
تجد نفسك لا تطيق النظر لهم ولا تود سماعهم ، و بودك لو أنك تركض مسرعا بإتجاه آخر .. " # لي_أنا_أولا
- انتي دلوقتي لو محكيتليش عن خالتك ديه و ليه خبيتيها عني و امتى اتواصلتي مع ابنها و هربتي معاه ازاي  ... صدقيني مش هيبقى ليهم وجود خالص في غضون 24 ساعة و انتي عارفة اني اقدر اعملها ... القرار ليكي.

كان الخوف ينضح من وجهها ، و احتمالية أذية عائلتها عادت لتسيطر على عقلها مجددا وهي تسمعه يهددها مباشرة ، لدرجة أنها لم يكن لديها الوقت لتفكر بكيف وصل اليهم فمريم تعلم جيدا مدى نفوذ عائلة البحيري و الرجل الذي وجدها منذ سنة ونصف و حذرها بعدم العودة بالتأكيد لن يصعب على إبنه كشف سرها عاجلا أم آجلا.
إلا أنها لم تتوقع أن يحدث هذا بسرعة لقد أخذت احتياطاتها و حتى السيد رأفت أخبرها بأن عمار لن يستطيع معرفة مكان اختبائها طالما بقي هو حريصا على اختفائه ، اذا كيف حدث و ان وصل لخالتها و ابنائها !

تصبب جبينها بالعرق من كثرة الانفعال غير أنها انتفضت أعصابها عندما صدح صوته البارد :
- انا مش هستناكي كتير.

- انت عرفت بخالتي منين و ازاي ؟
تساءلت بحشرجة بفعل حنجرتها الجافة فتجاهل الآخر سؤالها و هدر :
- ردي عليا يا مريم و احكي كل حاجة و متغفليش عن اي تفصيلة ، انطقي و قولي مين خالتك ديه و ازاي وصلتيلها و الا مش هكتفي بيهم هما بس لأ هحط عمك في القائمة معاهم.

انتفضت مريم و صاحت بلهفة غاضبة :
- عمي ملوش دعوة اساسا هو ميعرفش حاجة عن خالتي !
كان الصدق بادٍ عليها في هذه اللحظة ولكن عمار رفض الانقياد وراء ملامحها لأنها كاذبة لعينة ولن يتعجب اذا عرف بأن كل هذا كان مخططا بينها وبين عائلتها أجمع.
لذلك جلس على الأريكة و طالعها بنظرات مميتة صامتة جعلت منها تتأكد بأن لا مجال للهروب بعد الآن ، فتنهدت باِستسلام و جلست هي كذلك محدقة في الصور ...

و بعد ثوان تمتمت :
- خالتي اسمها نورهان كانت أصغر من ماما الله يرحمها عاشو في قبيلة الغجر سنين طويلة وبعدين هي زي ماما حبت واحد من المدينة شافته اول مرة لما روحو في يوم للاسكندرية عشان يبيعو العطور اللي بيصنعوها بنفسهم.
لما طلب منها الجواز عيلتها رفضت و قالولها كفاية أختك اتحدتنا واتجوزت واحد من مصر و حبو يربطوها براجل اكبر منها بكتير بس هي فضلت رافضة و هربت معاه و بكده أهلها اتبرو منها و منعو اي حد يجيب سيرتها.
و عمي احمد لما سمع بقصتها عمل مشكلة لبابا و ماما و حذرهم يتكلمو عنها في البيت عشان مورثش منها ومن قبيلتها أخلاقهم السيئة ...

لوت شفتها بتهكم مكملة :
- طبعا ماما و خالتي من الغجر اكيد هيبقو عديمات احترام و شرف ، بس ماما ثريا الله يرحمها كانت بتحكيلي عنها كتير وكنت اتمنى اقابلها في يوم خاصة اني عارفة انها متجوزة في الاسكندرية و عندها ولد اسمه محمد و اصغر مني بسنتين ، حاولت اوصلها في مراهقتي في الاسكندرية بس مقدرتش كل الطرق كانت مقفولة في وشي علشان كده استسلمت و قررت مدورش عليها تاني ولا اتكلم عنها.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now