حب من نار

52

ياولدي قد صعب عليّ الفراق وملئ القلب لك اشتياق

والحزن قد لف من حولي رداءه والدمع كالنهر شلال ورقراق

وعزائي انك عند رب عادل وكنت للخير فعّـال وسبّـاق

فأدعو ربي ان تجازى جنانـه ,وليدعو مثلي القارئ المشتـاق💔

الكل حس بثقل كلام البنت لي عمر صوتها تسمع .. الصوت لي ديما مخبي حزنو و مخبي تعاستو ورا ضحكة جميلة .. كلشي تصدم وكلشي حس بالدقة ديالها و حس بالتصرفات البسيطة لي دار و ماتوقعش يكون وراها ردة فعل صادمة..

نور موت ابنها مكانش مفاجأة ليها كيف مكانش تشوه وجهو شي حاجة مفاجئة ... كاع قدرة الله مفاجأتهاش كتر مافاجئها تصرف واليديها و حبابها .. نظرة زينة و نظرة يحيا و نظرة الطبيبة و نظرة الشفقة فعينين خوها ..

وقفات قدامهم و دوات بكل ارتياحية لانها و اخيرا حسات براسها محررة من قيودها ... ماحشماتش و مرعاتش هاد المرة لمشاعرهم بكترة مرعات لقلبها و لروح ولدها ... واجهات الكل واخا بكلمات بساط ولكن ليهم معنى كبير بالنسبة ليها ...

الكل واقف فبلاصتو مصدوم فحين نور خرجات من الفيلا حفيانة تتمشا فالزنقة تتشوف قدامها وجها ذابل و عينيها داخلين. تتمشا عادي بحالا ماشي هيا لي يالاه ولدات ... مسافة قصيرة تمشات حسات بيها أطول من حياتها... عقلها غايب عن الوجود واقف فنقطة وحدة ...

"جالسة فوق السرير شادا بين ايديها تضحك و تبوس و تمد ليه البزولة وهو بين ايديها جثة هامدة ساد عينيه .. صغيور و بشرتو بيضة بزاااف و شعرو كثيف اسود ... جمعات بزولتها و حطاتو فوق السرير... نزلات عليه براسها تتسمع نبضات قلبو لقاتهم منعادمين .. ردة فعلها كانت باردة .تهزات عليه تتبوس فيه و تشم رييحتو معنقاه .. جبدات ثوب ابيض لفاتو عليه و هزاتو على صدرها معنقاه و نطقات بصوت جاف: روحي و عمري و كبدتي و قطعة مني تنبغيك بزاف اولدي و مبروك عليك الجنة"

واقفة تتشوف بالفراغ و ثوبها الابيض رجع اسود من التحت ... عينيها ذابلين و وجها شاحب ...
طاحت على ركابيها تتشوف فنفس النقطة و ماحساتش براسها حتا غوتات ربي لي خلقها.. صرخة الحياة لي ماقدرش ولدها يفرح بيها خرجات بحالها ولكن كانت باسم صرخة الموت ..

وقفو عليها رجلين طوال بسبرديلة سبور .. تحدر و شدها من ذراعها طايحة فالارض و هزها عندو .. شد وجهها بين ايدو تيترعد عينيه حمرين و فيهم خوف كبير ..هزات فيه عينيها ناشفين و قربها لعندو عنقها كارز عليها ساد عينيه: خووك هنا متخافيش.. خوك غادي يرجع ليك حقك .. خوك غادي يندمهم ..

رصات على الحركة و طيحات ايديها... بعدها عليه شوية شافها سخفانة .. كرز على عينيه باغي يبكي .هزها بالزربة عنقها تيترعد .. للحظة ظن ان صافي ختو مشات و خسرها.. ماظنش ان كاع تضحياتو و صبرو على قبلها غادي يمشي و يتبخر فالهوا ... سمع كلامها للكل الا ليه ماوجهات حتا حرف و هنا عرف ان اذى دور الاخ و دار لي عليه و حمد الله انها محاقداش عليه

هزها معنقها عندو و مشا تيجري حتا لحدا الفيلا .. حل طوموبيلتو و حطها اللور و مشا ركب دغيا و زاد باكبر سرعة لاقرب مستشفى ...

مشات روح منكاسرة سخفانة تتواجه خيط رفيع مابين الحياة و الموت و باقا روح اكثر انكسار جالسة فبيت منهازمة..

مهبط راسو على ولدو و هو فوق ركابو ... تيشوف فيه و عينيه غادين بالدمووع .. تيبكي على راسو و على ولدو و على مرتو و على ماضيه لي تصرف على شكل رضيع مشوه بين حقيقة الكل ووضع حد لبزاف النفاق و جبد ماضي مشؤوم كان سبب فتعاسة انسانة بريئة ..

نازل عليه بوجهو تيبكي .. احساس خايب فقلبو عمرو جربو .. كبدتو حامل دمو .. كان فقط محتاج منو حظن و يمكن ابتسامة ولكن هو واجهو بالرفض...

تحل الباب و دخل بدر تيتمشا بشوية .. وقف ليه عند راسو تيشوف فيه بحزن كبير ... خلا كاع خصومتو جنب و حد ايديه على كتفو و نطق: عطيني الولد ايحيا

هز فيه يحيا راسو تيبكي و نطق: مكنتش بغيتو يموت والله . كنت بغيتو يبقاا

حرك بدر راسو بااه و نطق باسى: خاصنا ندفنوه مع الظهر عطيه ليا ..

وقف يحيا تيشوف بنظرة كلها انكسار .. هز ايديه مسح دمووعو : حتا نشوف نور .مغاديش يتدفن بلا ماتشوفو مو.

بدر: يحيا عطيني الولد ماتزيدش تصعب الامور

هزو يحيا عنقو كارز عليه و مدو لبدر تيترعد: عفاك خليها تشوفو

حرك راسو بالايجاب و خرج من الباب خلا يحيا طايح على ركابيه فاشل تيحمل راسو مسؤولية كلشي