الفصل الخامس

64.5K 2.5K 272
                                    



الفصل الخامس :

استغربت أسيف من ترديد تلك السيدة الغامضة لتلك العبارة بإندهاش كبير ، وسريعاً استطاعت أن تخمن هويتها ، وتأكدت ظنونها حينما تابعت عواطف قائلة بصوت شبه مرتبك :

-أعذريني يا بنتي ، أنا .. أنا أبقى عمتك عواطف !

همست أسيف بنبرة خفيضة وقد تشكلت علامات الذهول على محياها :

-عمتي !

تابعت عواطف موضحة بنبرة متريثة :

-ايوه شقيقة أبوكي الله يرحمه !

ابتسمت أسيف قائلة بهدوء :

-أهلا يا عمتي !

تنفست عواطف الصعداء لإسترسال ابنة أخيها في الحديث الودي معها ، ولم تكن كوالدتها حذرة في ردودها ..

أكملت تعارفها متساءلة بفضول :

-أهلا بيكي يا بنتي ، قوليلي انتي عندك اخوات تانيين ؟

أجابتها أسيف بنبرة رقيقة :

-لأ ، مافيش إلا أنا

هتفت عواطف مرددة :

-ربنا يحفظك ، ويباركلك في عمرك

-شكراً

سألتها مجدداً بإهتمام :

-وإزي أمك حنان ؟

ردت أسيف قائلة بصوت هاديء :

-الحمدلله بخير

تساءلت عواطف بفضول بائن في نبرتها :

-هي لسه حالتها زي ما هي ؟

استغربت أسيف من سؤالها هذا ، فقد بدا مريباً نوعاً ما بالنسبة لها ، وردت عليها بتوجس قليل :

-حضرتك تقصدي ايه ؟

ارتبكت عواطف من زلة لسانها ، وردت بتلعثم ظاهر :

-هـــه.. آآ.. ولا حاجة ! أنا بس بأطمن عليها !

أجابتها أسيف بحرص :

-الحمدلله في نعمة !

أضافت عواطف قائلة بأسف :

-أنا .. أنا يا بنتي معرفتش باللي حصل وموت المرحوم إلا لما آآ...

هتفت أسيف قائلة بتفهم :

-اها .. ماما قالتلي !

تابعت عواطف مضيفة بنبرة مواسية :

-ربنا يرحمه ويغفرله ويصبركم على فراقه

ابتلعت أسيف غصة مريرة في جوفها ، فقد كانت تشتاق لأبيها كثيراً ، وتنهدت بعمق و بصوت مسموع وهي تردد بحزن :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now