الفصل الثامن والخمسون

52.7K 2.2K 636
                                    


الفصل الثامن والخمسون:

وقف أمامه مطأطأ الرأس محرجًا من معروف أخـــر أسداه إليه لينجي ابنه من الزج به في السجن.

ظل وجهه متجهمًا لأن عائلته دومًا تفتعل المشاجرات وينتهي الأمر بخسائر لكلا الطرفين.

تدخل الحاج طه ليلملم المســألة بداخل غرفة الأمن بالمشفى قبل أن يتفاقم الوضــع..

تنحنح مهدي هاتفًا بصوت متحشرج:

-أنا هاتكلم معاه، وهافهمه غلطه، بس إنت فاهم الشباب دايمًا متسرع وآآ...

قاطعه طه قائلًا بصوت مزعوج:

-مش كل مرة تسلم الجرة يا مهدي، واحنا جبنا أخرنا!

ثم زادت نبرته قسوة وهو يتابع:

-ومنذر خلاص معدتش مستحمل، أنا حايشه عن ابنك بالعافية، وإنت عارف كويس لو شيطانه ركبه هايعمل ايه!!!

ضغط مهدي على شفتيه مرددًا بتفهم:

-ايوه

حذره طه قائلًا بلهجة شديدة:

-يا ريت نلم الليلة بدل ما نرجع نزعل كلنا! والمرادي هاتكون الأخيرة!

هز رأسه قائلًا بهدوء:

-إن شاء الله!

مــد يده لمصافحته مضيفًا بامتنان:

-وكتر خيرك تاني، سلامو عليكم!

بادله طه المصافحة قائلًا:

-وعليكم السلام والرحمة..

تابعه بأنظاره حتى خرج من الباب الجانبي للمشفى ليلحق بابنه المنتظر بالسيارة بالخـــارج.

دفع منذر باب المرحاض وهو يجفف وجهه بالمناشف الورقية ليحدق في وجه أبيه بنظرات معاتبة.

ألقى ببقايا المناشف في سلة القمامة هاتفًا بامتعاض:

-بردك سِبته يا حاج؟!

رد عليه بعبوس:

-هو مالوش ذنب، ابنه اللي جايبله الكافية، لكن مهدي زي ما انت شايف

تجهمت قسماته أكثر وهو يرد بانفعال ملحوظ:

-أها، وأنا مطلوب مني أفضل استحمل رخامة أمه لحد ما أموته وأخش فيه السجن!

رد عليه طه بجدية:

-اهدى يا منذر، هي خلصت

صاح معترضًا بشراسة:

-لأ مخلصتش لسه، طول ما فيها ديول مش هتنتهي وهنفضل في الموال ده ليل نهار!

وقف قبالة أبيه لينظر مباشرة في عينيه وهو يكمل بعزم:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن