الفصل الخامس والتسعون - الجزء الثاني - الأخير

54.8K 2K 158
                                    


الفصل الخامس والتسعون (الأخير – الجزء الثاني):

تخشب جسدها من ذلك الموقف الحرج الذي يتكرر دومًا معه، وكأن الأقدار تلعب معها وتخدمه مهيئة له الظروف لتجمع بينهما رغمًا عن إرادتها، حدقت فيه بنظرات مدهوشة، وحاولت التحرر من قبضتيه المحكمتين حول ذراعيها لكنه رفض إفلاتها مستغلاً كل لحظة متاحة له للتقرب منها، بدا الانزعاج واضحًا على محياها وهي تصيح بتشنج:

-لو سمحت ماينفعش كده!

لم يضغط عليها كثيرًا، فالمكان والزمان غير ملائمين تمامًا للجدال أو حتى لإظهار المشاعر والأحاسيس، أرخى قبضتيه عنها قائلاً بابتسامة متسلية:

-وماله!

وما إن نالت حريتها حتى تراجعت مبتعدة للخلف محدقة فيه بنظرات تحمل الضيق، ظل دياب يطالعها بنظراته العاشقة بجرأة أكبر غير متحرج من وجود أسيف معهما، أخرجته هي من تحديقه المطول متسائلة:

-ازيك يا دياب؟ إيه الأخبار؟

رد قائلاً بهدوء وهو يعبث بمؤخرة رأسه:

-الحمدلله يا مرات أخويا!

عاود دياب التحديق في بسمة التي كانت في حالة خجل واضحة، لم تختفِ بعد الحمرة المغرية الظاهرة على صدغيها، ولم تسكن رجفة جسدها المتوتر إلا قليلاً، ابتلعت ريقها مرددة بارتباك:

-أسيف أنا هارجع البيت!

سد عليها دياب الطريق بجسده ليمنعها من المرور أو التقدم خطوة للأمام قائلاً باستنكار:

-ايه ده! انتي ماشية؟

فركت أصابع كفها بتوتر وهي ترد بتجهم زائف:

-ورايا حاجات في البيت، مش فاضية للهزار البايخ ده!

دنا منها فتوترت أكثر من اقترابه الغير حذر، تلفتت حولها مبدية حرجها من تصرفاتها المتجاوزة لكنه لم يكترث بما يفعله، همس لها بتنهيدة حارة:

-بس أنا ملحقتش أشبع منك!

تنحنحت بسمة بصوت خفيض، ثم دفعته بيدها من كتفه لتتمكن من المرور قبل أن يحاصرها أكثر من ذلك، اندفعت مسرعة نحو الباب قائلة بجدية شديدة:

-سلام يا أسيف!

لم تستطع ابنة خالها الرد عليها بسبب فرارها الغير مبرر من الدكان، واكتفت بالابتسام المتعجب، صاح دياب بامتعاض مستنكرًا جفائها معه:

-شايفة المعاملة؟

حافظت على ابتسامتها الرقيقة وهي ترد بهدوء:

-معلش بتدلع عليك

احتدت نظراته قائلاً بوعيد:

-بكرة يطلع عليها إن شاء الله، أنا ماسك أعصابي لحد النهاية!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now