الفصل الخامس والتسعون - الأخير - الجزء الأول

54.9K 2.1K 120
                                    


الفصل الخامس والتسعون (الأخير –الجزء الأول):

أصرت على حضورها معها جلسة العلاج بالمشفى حتى تتمكن من الحديث معها بانفراد، ولم تتأخر أختها عنها فقد توطدت العلاقات بينهما كثيرًا في الفترة الأخيرة وخاصة حينما ظهر التغيير الجذري في تصرفات نيرمين وتحولت معاملتها للأفضل وقل ما بينهما من مشاحنات، جلست على المقعد المجاور لفراشها تطالعها بنظرات حانية قبل أن تستطرد نيرمين حديثها الجاد قائلة:

-محتاجة أتكلم معاكي

تعقدت تعبيرات وجه بسمة وهي تسألها باهتمام:

-خير يا نيرمين؟ في حاجة تعباكي، المفروض يكون في دكتور هنا ولا ممرضة تساعدك و...

قاطعتها مرددة بهدوء:

-اطمني، أنا كويسة والحمدلله

نظرت لها بأعين قلقة وهي تسألها:

-أومال في.....

لم تكمل بسمة جملتها للأخير حيت ولج إلى الغرفة الطبيب نبيل الذي كانت قسمات وجهه متحمسة للغاية لمقابلة مريضته، هتف بمرح رغم هدوئه:

-أنا بجد محظوظ إني شوفتك النهاردة

تحرجت نيرمين منه رغم عدم قوله ما يسيء لكن لوجود أختها بصحبتها، فخشيت أن تفسر الأمر بطريقة خاطئة، رسمت على تعبيراتها علامات الجدية وهي ترد بنبرة رسمية:

-ازي حضرتك يا د. نبيل

قطب جبينه مرددًا بضيق مصطنع:

-حضرتك؟! واضح إنك زعلانة مني!

رسم على ثغره ابتسامة محببة وهو يضيف:

-حقك عليا، الجلسة اللي فاتت كنت في مؤتمر طبي ومعرفتش أجي فعلاً

ضاقت نظرات بسمة نحوه متفرسة وجهه وملامحه بدقة شديدة، ثم وزعت أنظارها على أختها التي بدت مرتبكة رغم جمودها الواضح، ابتلعت نيرمين ريقها قائلة وهي تضغط على شفتيها:

-ولا يهمك

استدار نبيل برأسه ناحية بسمة ليقوم بتحيتها مرددًا بنفس الابتسامة المتسعة:

-أهلاً وسهلاً بيكي يا أستاذة

ردت الأخيرة بجدية وهي تدقق النظر فيه:

-أهلاً يا دكتور، أنا بسمة أختها!

زادت حماسته بعد معرفته لهويتها، وهتف قائلاً:

-والله، سعيد إني اتعرف عليكي

التفتت بسمة برأسها نحو أختها لترمقها بنظرات ذات مغزى وهي تقول:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن