الفصل التاسع والعشرون - الجزء الثاني

46.8K 2K 289
                                    


الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الثاني ) :

لا يعرف كيف وصل إلى البناية القاطنة بها وهو يقود سيارته بجنون جـــامح ، سيطر عليه غضبه كلياً ، فلم يفكر بذهن صافٍ .

لم يتوقف عقله للحظة عن عتاب نفسه لوقوعه في تلك الخدعة بسذاجة .

لقد نجحت ولاء في تدبير مكيدة له ، وساقته قدميه إلى مصيدتها مرة أخرى بدون تفكير واعٍ منه .

ضرب بيده على المقود بعنف كبير معنفاً نفسه :

-أنا غبي .. غبي ، صدقتها ، وفكرت إنها بني آدمة ! بس هي ........... !!!

كز على أسنانه هاتفاً بتوعد شرس :

-وربنا لأدفعها تمن عملتها دي غالي أوي ، ومش هاتشوف ضافر ابني تاني !

ترجل من السيارة دون أن يعبأ بالتأكد من غلقها ، وركض مسرعاً في اتجاه مدخل البناية ..

ضرب بعنف على زر استدعاء المصعد ، لكنه لم يكن على قدر كافٍ من الصبر لينتظره ، فصعد على الدرج وهو ينفث ناراً ...

وصل إلى الطابق المتواجد به منزلها ، ودق الباب بعنف حتى كاد أن يخلعه صائحاً بصوت جهوري منفعل :

-افتحي يا بنت الـ ..... !! فين ابني ؟

ظل يطرق بقوة أكبر مسبباً إزعاجاً رهيباً للجيران ، وتابع صراخه الهادر والمهدد :

-مش هاسيبهولك ، سمعاني ، افتحي وإلا هاهد البيت على اللي فيه !

لم يجرؤ أي أحد من الجيران على التدخل ، فالجميع يعرف هويته ، وأي اشتباك معه لن ينذر بخير مطلقاً .. فاكتفوا بالمتابعة في صمت .. لأن الفضول في تلك المواقف الغير متوقعة يكن دوماً سيد الموقف ..

فُتح بــــاب المصعد ليلج منه والده الحــــاج طه ، والذي أبلغته زوجته بحالة ابنها العصبية فور تلقيه خبر الإخطــار فخمن على الفور مكان تواجده الحالي.. وصدق حدسه ..

اتجه ناحيته بخطى متعجلة قائلاً بصوت مرتفع وصــارم :

-ديــــاب

لم يلتفت نحوه ، بل استمر في دقـــه العنيف على الباب شاتماً ولاء بسباب مهين ..

وضع والده قبضته على ذراعه مردداً :

-اهدى يا دياب !

حاول تحرير ذراعه من قبضته قائلاً بهياج :

-سبني يا حاج

جذبه بقوة هاتفاً بصوت آمر :

-تعالى معايا !

رد عليه بحــــدة :

-مش هاسيبلها ابني !

حذره أباه قائلاً بضيق من تصرفاته :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz