الفصل الرابع والعشرون

49.4K 2K 360
                                    


الفصل الرابع والعشرون :

إجتاحه شعوراً طاغياً بالخزي والخذلان بعد قرار أسيف النهائي والحاسم بالبقاء مع عمتها.

وما زاد من لهيب حنقه هو إصرار الحاج طـــه على أخذ حقه منه.

ابتلع ريقه بتوتر كبير ، وهتف بنبرة مترددة :

-أصول ايه دي اللي آآآ...

رفع طـــه كف يده في وجهه ليجبره على الصمت ، ورد عليه بغلظة :

-الأصول اللي عديتها ، وكل الناس هنا شاهدين عليك !

ثم التفت ناحية الحاج اسماعيل ليسأله بتأفف :

-ولا احنا غلطانين يا حاج ؟

رد عليه الأخير بحرج :

-لأ ، الحق مايزعلش حد ، وزي ما كان لينا حق عندكم، إنتو كمان ليكم حق عندنا !

صــاح الحاج فتحي غاضباً بعد تصريح الأخير :

-انت بتقول ايه يا حاج اسماعيل ؟ يعني هيركبونا العيبة والغلط واحنا نسكت كده عادي ونحط البُلغ في بؤنا !

نكس الحاج اسماعيل رأسه ليرد بهدوء حذر :

-الحق حق !

أضـــاف طه قائلاً بعِنــــاد ونظراته مسلطة على الحاج فتحي :

-وأنا مش هاسيب حق حريمنا !

لأول مرة منذ وفـــاة والدتها تشعر أسيف بأن لها سنداً ، هم ليسوا أقاربها بالدم لكنهم وقفوا إلى جوارها ودافعوا عنها دافاعاً مستميتاً.

مالت عواطف عليها برأسها لتهمس لها :

-الحاج طــه مش هايسيبه إلا لما يربيه ، إنتي متعرفهوش لسه ، بس هو راجل حقاني ونصير الغلابة !

لم تعلق عليها أسيف ، فيكفيها أن ترى قريبها المقيت في ذلك الموقف المهين لتشعر بالرضا والإرتياح فقد تمكنت من استرداد جزءاً من كرامتها المهدورة .

ظلت متابعة بإهتمام تطورات الوضـــع وهي ترمقه بنظرات متشفية .

....................................

عـــــاد الحاج مهدي إلى المطعم متعجباً مما آلت إليه الأمور.

ابتسم لنفسه بسخرية وردد قائلاً :

-لعبتها صح يا طــه ، وعرفت تجر رجله لحد عندك من غير ما تغلط فيه ، لأ والكل كمان معاك !

هز رأسه بإيماءة خفيفة وهو يضيف لنفسه بإنبهار :

-دماغك مالهاش حل !

استغرب مـــازن من كلمات أبيه المبهمة ، ورمقه بنظرات فضولية متساءلاً :

-هو انت بتكلم نفسك يا حاج ؟

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now