الفصل الثاني والعشرون - الجزء الثاني

47.8K 2.2K 336
                                    


الفصل الثاني والعشرون ( الجزء الثاني ) :

نهض ديـــــــــاب من على المقعد ، وانسحب بحـــذر شديد من سرادق العزاء متبادلاً مع رجـــاله نظرات غامضة ولكنها كانت مفهومة بالنسبة لهم.

إنتاب والده الريبة ، فقبض على معصمه متساءلاً بخفوت :

-خير يا دياب ؟ حصل حاجة

توقف ابنه عن السير ، والتفت ناحيته ، ثم أجابه بإقتضاب وهو يشير بعينيه :

-مش خير خالص

انقبض قلب الأخير بخوف شديد بعد أن فهم إلى ماذا يرمي ابنه ، وتجمدت نظراته عليه.

ثم أردف محذراً بصوت خافت لكنه صــارم :

-خلي بالك من نفسك انت وأخوك !

-اطمن !

قالها ديـــاب مشيراً بحاجبيه بحركة واثقة قبل أن ينصرف هو الأخر ليلحق برجــاله.

.......................................

في نفس التوقيت سلط منذر عينيه على إنعكاس صورة هؤلاء الرجال الماكثين بالمقهى الشعبي من خلال مرآته الأمامية. زادت نظراته اتساعاً و حِدة حينما لمح ذلك القالب الطوبي المقذوف ناحية سيارته من الخلف.

ضغط على المكابح محاولاً تفاديه بحرفية قائد ماهر ، فأصاب فقط مصباحه الخلفي.

صرخت عواطف بهلع ، واستدارت برأسها لترى هؤلاء الرجال الغاضبين وهم يحاولون الفتك بهم.

صاحت بلا وعي :

-يا نصيبتي ، مين دول ؟ الحقنا يا سي منذر !!!!

-متخافوش

قالها منذر بإقتضاب وهو مسلط كل تركيزه على حماية من معه من التعرض لأي أذى.

ولكنه أوقف السيارة مجبراً ليتجنب صدم أحد الأشخاص الذين ظهروا أمامه فجــأة ، لكنه تفاجيء به يهوى على زجاج السيارة الأمامي بعصا معدنية غليظة متعمداً تحطيمها.

جفلت أسيف من ذلك المشهد المفزع ، وشخصت أبصارها بخوف حقيقي.

احتضنت عواطف ابنة أخيها لتحميها ، وتمسكت بها جيداً وهي تصيح بصراخ :

-يا لهــــوي ! ايه اللي بيحصلنا ده ؟ هما عاوزين مننا إيه ؟

ارتجف جسد أسيف تلقائياً من هول الموقف ، ونظرت بأعين زائغة نحو ما يدور حولها من صدامات مهددة ، خاصة وأن أغلب الوجوه كانت مألوفة بالنسبة لها .

شكل رجــال الحاج فتحي حصاراً سريعاً حول سيارة منذر محاولين النيل منه ، وأخذ أسيف بالقوة.

أدار هو سريعاً المحر،، وبقوة أعصاب فائقة ، ومهارة بارعة ، وإصرار شديد تمكن من الإستدارة والالتفاف بعيداً عنهم متفادياً أي محاولة للإقتراب ممن معه .

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن