الفصل التاسع

57.5K 2.1K 236
                                    


الفصل التاسع :

وقف سائق الشاحنة إلى جوار رب عمله منذر يتابع ردة فعله الغامضة بفضـــول..

فقد لاحظ تبدل تعابيره الجامدة إلى الغلظة والتجهم ، وهو يعرف تلك التعبيرات جيداً ..

سأله بحذر وهو يحك مؤخرة رأسه :

-تؤمر بإيه يا ريسنا

أومأ منذر بعينيه المحتدتين مجيباً إياه بصوت خشن للغاية :

-هاشوفها هناك !

فرك السائق طرف ذقنه متساءلاً بغرابة :

-ودي ايه اللي هيوديها عند البنزينة ؟

صمت منذر للحظة قبل أن يجيبه بنبرة محتقنة :

-واحدة زيها ممكن تكون متفقة مع اصحاب البنزينة تعمل الشويتين دول ، تقوم العربيات تخبط في بعض وتتعمل حوادث وبلاوي سودة هنا ، وهما يسترزقوا من تصليحها !

فغر السائق فمه مشدوهاً مما قاله ، وهتف غير مصدق :

-يا بنت الـ ...... ، ايوه ، ده فيهم ورشة تصليح ، ومشحمة ، إزاي مجاش في بالي !!

تقوس فم منذر قائلاً بتهكم :

-عشان انت مغفل

هتف السائق مردداً بحماس :

-الله عليك يا ريسنا ، محدش فينا بيعرف يجيب ربع مخك !

تسلطت أنظار منذر على محطة الوقود ، وهمس بغلظة بنبرة عدائية :

-وعزة جلال الله ما سيبها إلا لما أمسح بيها الأسفلت !

....................................

ركضت أسيف مسرعــــة نحو محطة الوقود المرابط إلى جوارها سيارة الأجرة التي تقلها هي وأمها القعيدة.

فرت الدمـــاء من عروقها ، وجف حلقها للغاية ، كما شحب لون وجهها بسبب ذلك الموقف المرعب الذي تعرضت له قبل لحظات.

حاولت أن تلملم شتات نفسها قبل أن ترى والدتها كي لا تلاحظ ما مرت به.

هي لا تريد إرعابها ، وأيضاً التعرض للوم والتوبيخ.

أبطأت في خطواتها ، وتنفست لعدة مرات بعمق لتسيطر على حالها وتستعيد ثباتها.

اقتربت من سيارة الأجرة ، وهمست بنبرة مرتجفة وهيتمد يدها بالكيس البلاستيكي نحو النافذة الملاصقة لأمها :

-آآ.. اتفضلي يا ماما

تناولت منها الكيس ، ضيقت عيناها وهي تنظر في وجهها متفرسة تعابيرها الغريبة.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now