الفصل الحادي عشر - الجزء الثاني

52.8K 2K 85
                                    

الفصل الحادي عشر ( الجزء الثاني ) :

انتهى منذر من تسليم عدد من الطلبيات المؤجلة بعد أن امتلأ المستودع بالوارد الجديد من البضاعة الخاصة بوكالتهم.

تمكن الإرهــاق منه ، فقرر العودة إلى منزله ليرتاح قليلاً ومن ثم يستأنف البقية ..

رأته والدته وهو يلج إلى غرفته ، فهتفت متساءلة بإهتمام :

-اجيبلك تاكل يا بني ؟

هز رأسه نافياً وهو يجيبها بصوت منهك :

-لأ ، أنا جعان نوم خالص !

ابتسمت له بعاطفة أمومية حانية وهي ترد عليه :

-طب يا منذر لما تصحى براحتك هاسخنلك الأكل !

أومأ برأســـه بخفة مردداً بتثاؤب :

-ماشي ، وأنا ساعة كده وهاصحى وأنزل الوكالة ، عندي شغل متلتل كتير !

ظلت جليلة محتفظة بإبتسامتها الطيبة وهي تتابع حديثها :

-ماشي يا حبيبي ! ربنا معاك !

أغلق منذر الباب خلفه ، وبقيت أنظار والدته معلقة على بابه ..

تنهدت بأسف مشفقة على وحدته التي طالت ، ثم تمتمت بصوت خفيض :

-ياما نفسي أشوفك فرحان ومتهني وعيالك بيجروا حواليك ومالين عليك البيت !

صمتت للحظات متذكرة كيف كانت حياته السابقة ، ثم أضــــاء عقلها فجـــأة بشيء ما جعل بريق عينيها يلمع بوهج عجيب ..

مطت فمها للأمام متابعة حديث نفسها :

-مممم .. طب وليه لأ ؟

هزت حاجبيها للأعلى مرددة بحماس غريب :

-ربنا يسهل بعدين أبقى اتكلم معاه في الحكاية دي ، وأشوف دماغه !

اتسعت ابتسامتها وباتت أكثر اشراقاً وهي تتتجه نحو غرفتها لتفكر ملياً في تلك المســـألة الحيوية ......

...............................

عنفت عواطف ابنتها بسمة على فعلتها الحمقاء مع صاحب محل الجزارة وما تبعها من توبيخ وتهديد صريح من ديـــاب ..

اغتاظت بسمة من أسلوبه الوقح المتعدي على حريتها الشخصية والتدخل في شئونها ، وهتفت مستنكرة بسخط :

-هو بيتنطط على ايه ؟ مفكر نفسه فتوة الحارة ؟!!!!!

ردت عليها عواطف بتبرم من تصرفاتها :

-يا بنتي بلاش تعادي الناس ، ارحمي نفسك !

هزت رأسه محتجة ، ودافعت عما تقوم به قائلة بإستماتة :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now