الفصل الأربعون :
واصــــل صعوده على الدرج بخطوات متريثة ثابتة ، وكأنه يتعمد التباطيء في خطاه ليستمتع بحمله لها.
كانت على عكس المتوقع منهت ، ساكنة ، مرتبكة ، هادئة نسبياً رغم إحساسها بضربات قلبها المتلاحقة.
استشعرت طول المسافة إلى باب منزله ، فهمست بصوت متوتر وهي مسلطة أنظارها أمامها:
-أنا أقدر أكمل ، كفاية كده
رد عليها بصلابة كالصخر الجامد :
-مش انتي اللي تقولي !
التفتت برأسها عفويًا نحوه لترمقه بنظرات حادة وهي تهمس معترضة :
-أنا بقيت أحسن !
حدق فيها بثبات وهو يرد بتهكم :
-عاوزة تقنعيني إن رجلك خفت مسافة ما طلعت بيكي الدورين دول ؟
تحرجت من جملته تلك ، وردت بإرتباك واضح :
-لأ ، بس آآ...
قاطعها بحسم قبل أن تكمل عبارتها للأخير :
-يبقى تسكتي !
حدجته بنظرات مستشاطة ، فقد أغاظتها صرامته الواثقة معها ، واكتفت بإبعاد وجهها نافخة بصوت وصل إلى مسامعه ، فلا فائدة من الجدال معه. هو قرر وهي عليها فقط التنفيذ جبراً ...
التوى ثغره بإبتســامة باهتة وهو يطالعها بإهتمام زائد نسبيًا ، لكنه إلى الآن لم يتجاوز حدود المقبول...
وصل إلى الطابق الكائن به منزله ، ورفض إنزالها على ساقيها رغم إعتراضها الشديد :
-احنا وصلنا ، كفاية كده بقى !
رد عليها ببرود :
-هنزلك جوا
نظرت إليه بأعينها المحتقنتين وهي ترد بعصبية قليلة :
-تكونش مفكرني هاعرف أهرب يعني ؟
ابتسم ساخرًا :
-هو إنتي كنتي هربتي أولاني أصلًا؟
اغتاظت من ردوده المستفزة لها ، فتحركت بجسدها كليًا محاولة الخلاص من حصار قبضتيه عليها قائلة برجاء :
-لو سمحت !
رمقها بنظرات قوية وهو يأمرها بجمود :
-اهدي ، الموضوع مش مستاهل التشنيجة دي كلها !
تمتمت لنفسها من بين شفتيها بحرج كبير :
-هو انت حاسس بحاجة !
أنت تقرأ
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...