الفصل الحادي عشر -الجزء الأول

54.9K 2.2K 218
                                    


الفصل الحادي عشر ( الجزء الأول ) :

ترقبت على أحر من الجمر وصولهم ، فهي كانت تنتظر تلك اللحظة منذ وقت كبير للإحتفال بإنتصارها الثمين عليه وإذلاله مثلما فعل معها.

ظلت بسمة تطالع الطريق المؤدي لمدخل منطقتها بتلهف كبير ، وفجـــأة ظهر على محياها ابتسامة عريضة وزاد لمعان بريق عينيها بشدة حينما دوت صافرة سيارات الشرطة وهي تلج إلى المنطقة الشعبية.

راقبتهم عن كثب ، ثم ســارت على مهل وبحذر لتلحق بهم.

تجمع أغلب المارة على إثر الصوت الصادح ليروا سبب تواجد تلك السيارات هنا ، فوجود أفراد وضباط الشرطة بالمكان يعد خطباً جللاً ..

ترجل الضابط من السيارة صائحاً بصوت جهوري غليظ وصـــارم :

-شوفولي صاحب البهايم السايبة دي ولموها !

هب صاحب محل الجزارة واقفاً من على مقعده مُلقياً لأرجيلته التي كانت يستنشقها بشراهة على الأرضية وراكضاً بفزع نحو الضابط ليعرف السبب خاصة حينما رأى بصحبته رجلاً يرتدي معطفاً طبياً ، ولجنة من مباحث التموين .

ردد متساءلاً بنبرة متوترة :

-خير يا باشا ؟

أجابه الضابط بصوت قاتم يحمل السخط وهو يشير بيده :

-انت اللي عامل الزريبة دي ؟

اعترض على جملته قائلاً بتوتر رهيب :

-زريبة ايه بس يا باشا ، دول كام خروف كده لزوم مصلحة لزبون عندي وآآآ...

قاطعه الضابط قائلاً بغلظة :

-تبقى صاحبها !

ثم حدجه بنظرات أكثر إزدراءاً ، وتابع بصوت آمر :

-هاتوه في البوكس !

ارتسمت تعابير الإندهاش الممزوجة بالقلق على قسمات وجهه ، وهتف مستنكراً ما سمعه :

-الله ! الله ! ليه بس يا باشا ؟ هو أنا عملت حاجة ؟ ده أنا حتى ماشي جمب الحيط وآآ...

قاطعه الضابط قائلاً بجفاء وهو ينظر له شزراً :

-انت متقدم فيك بلاغ ، ومتوصي عليك جامد !

فغر الجزار فمه مدهوشاً :

-ايه بلاغ !

ثم كز على أسنانه متساءلاً بغيظ :

-ومين اللي اتجرأ وعمل ده فيا ؟ ده ..آآ.. ده أنا حتى في حالي وماليش دعوة بحد وكافي خيري شري ؟!!!

حدجه الضابط بنظرات مستخفة ، وصاح به بحدة :

-انت هاتعرفني شغلي ، هاتوه !!!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt