الفصل الثامن والعشرون

48.8K 2K 312
                                    


الفصل الثامن والعشرون :

صف سيـــارته على مقربة من ذلك المطعم الحديث الذي اتفقا على اللقاء عنده.

جاب بأنظاره المكان بنظرات سريعة شمولية ، ثم نظر إلى جواره متأملاً صغيره بنظرات عميقة.

مال بعدها على المقعد المجاور له ليحتضنه ، ثم قبله بعاطفة أبوية حانية على صدغه قائلاً بجدية :

-ماشي يا حبيب بابا ، خلي بالك من نفسك !

هز يحيى رأسه بالإيجاب مردداً ببراءة :

-حاضر

تابع ديــاب تعليماته الصريحة قائلاً :

-واسمع الكلام ، مش عاوز شكوى من أمك !

ابتسم له الصغير بمرح :

-ماشي !

عبث ديـــاب بشعر الصغير المتناثر ، وأحاط رأسه من الخلف بكفه العريض قائلاً بسعادة :

-هات بوسة حلوة ؟

دنا الصغير من أبيه ، فقبله الأخير وهو يحتضنه بمحبة حقيقة شعر بها تجاهه.

ترجل بعدها يحيى من السيارة حينما رأى والدته مقبلة عليها.

هتف دياب صائحاً وهو يلوح له :

-مع السلامة يا يحيى !

بادله الصغير تحية الوداع ، لكن ذلك لم يمنع ولاء من الاقتراب منه والترحيب به بنفسها.

تغنجت بجسدها بميوعة مفتعلة متعمدة أن تثيره بمفاتنها الأنثوية التي اعتقدت أنها مازلت مغرية وستجعله تحت تأثيرها.

لذا استطردت حديثها قائلة بدلال وهي تستند بيدها على نافذة سيارته مائلة نحوه بجسدها :

-ميرسي انك جبته !

لم ينظر إليها بسبب شعوره بالنفور والتقزز من مجرد التحديق بها.

عبس بوجهه وهو يزيح يدها عن حافة النافذة ، فانزعجت من تصرفه الوقح تجاهها.

وضع دياب نظارته القاتمة على عينيه قائلاً بجمود قاسي :

-هما يومين بس وهارجع اخده !

شعرت بالضيق لتجاهله لها عمداً ، فاعتدلت في وقفتها وردت عليه بتجهم :

-أوكي

أدار محرك سيارته قائلاً بإيجاز :

-سلام !

تابعته بأنظارها المحتقنة منه وهي تكز على أسنانها بشراسة.

أخرجها من حالتها الغاضبة صوت صغيرها متساءلاً ببراءة :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now